وفى أوائل هذه الأيام كنت أتعامل بلهجة شديدة أحيانا مع بعض الاخوة أثناء العمل فقط .. لأننى لم أكن أعلم كيفية التعامل مع مشاكل الاخوة واحتوائهم ولأننى لم أتوقع أنه قد يتكاسل بعضهم دون سبب واضح على الأقل ... ولكن كانت المشاكل تنتهى فى وقتها ويعود الحب والايخاء ليجمعنا وكانت المتابعة مستمرة من مسئولى القديم بمجموعة العمل و( ا . أبو الفتوح ).
وفى تلك الفترة قام الأمن بإلغاء الإمتحانات وفصل بعض الاخوة فى أكثر من كلية ... ( وكما عرفت بعدها ) أن الاخوة كانوا يتحدثون مع قائد حرس الجامعة ولكنهم لم يصلو الى شئ فقال له ( م . درويش ) : ( هرجعلك أيام 95 تانى )
فرد عليه بتهكم : ( رجعها ) ... فانصرف الاخوة .
ولنا هنا وقفة ، ما هى أيام 95 !! وما الذى يجعلها تهديدا ؟؟
وكما سمعت وعرفت من الاخوة أنه فى عام 95 حدث أن قام الاخوة فى مظاهرة كبيرة بتثبيت باب قبة الجامعة ... وخطورة الأمر أن مبنى القبة هذا تابع إلى رئاسة الجمهورية مباشرة ومصرح للحرس بإطلاق النار فى مثل هذه الأحوال ، ويذكر الاخوة أنه تم إطلاق نار بالفعل فى هذا العام واستشهد اثنان من الاخوة بالفعل ... ولعل لهذا السبب لم يستوعب قائد حرس الجامعة أن هذا يمكن أن يتكرر حقاً . ولكن اجتمع الاخوة وتم إتخاذ القرار بالفعل .
الأمامى للدفاع ...وكذلك حماية الأخوات من تصوير المخبرين والمعاكسات وما الى ذلك من مشاكل .
وبالفعل ... قام كل منا بما عليه حتى اليوم التالى وقد كانت هذه المشاعر تملؤنا حتى تم اخبارنا بما هو أخطر من ذلك ...
اجتمع الاخوة على أنه ستكون هناك لجنتين ( رياضية ) الأولى ( داخلية ) لتثبيت باب القبة فى بداية المظاهرة وهى أخطر نقطة على الإطلاق والمتوقع أن يحدث فيها إطلاق للنار ... والاخرى ( خارجية ) لجمع اخوة الكليات التى هى خارج الحرم والتظاهر عند المسلة للإعلام الخارجى ثم الدخول من الباب الرئيسى والإعتصام داخل مبنى القبة ... وتم اختيارنا فى اللجنة ( الداخلية ) .
واختار الاخوة ( ع . جمال ) و( ع . الريدى ) لبدأ الهتاف الذى إذا سمعناه ننطلق بسرعة لتثبيت الباب ... وكان صوت ( ع . جمال ) كالقذائف المدوية وقد منَ الله عليه بحنجرة قوية للغاية كما منَ على ( ع . الريدى ) بجسد ضخم وقوة كبيرة وقلبا لا يخشى شيئا وأعصاب بارده هادئة وسرعة فى تقييم المواقف واتخاذ القرار السليم .
توكلنا على الله وحسم كل منا أمره وتحرك فى موعده تماماً الى موضعه المحدد ... وسرت مع إخوانى من المجلس فى اتجاه القبة وفجأة ...
وجدنا الاخوة الذين سبقونا قد بدأو فى تثبيت الباب فاتطلقنا نحوهم بسرعة ووقفنا على الباب معاً وأخبرونا أن ( ع . جمال ) و (ع . الريدى) عندما رأو حرس الجامعة يغلقون الأبواب كبروا قبل الموعد بلحظات وحدث أنه كانت هناك محاضرة داخل مبنى القبة فى تلك اللحظة وعندما انطلق صوت ( ع . جمال ) فجأة فى المكان سقطت مغشى عليها وأسعفها الناس حتى عادت إلى وعيها بسرعة وتم إخلاء القاعة وإلغاء المحاضرة فى الحال ... ووقفنا فى تماسك ورهبة شديدة والذكر لا يفارق ألسنتنا ونحن نرى تحركات الحرس السريعة واتصالات الرتب الكبيرة وعلمنا أنه قد وصلت أوامر للحرس بإطلاق النار إذا زاد الأمر عن هذا الحد .
ولكن حدث التطور فى الجهه الآخرى حيث قامت قوات الأمن المركزى بالإشتباك مع الاخوة فى الخارج .
وكل ما أعرفه عما حدث بالخارج هو أن حاتم كان فى اللجنة الرياضية الخارجية وعندما بدأ الضرب لم يتمالك نفسه واستطاع أن يأخذ عصى وأدوات من الأمن المركزى وقام الاخوة بتصويرهم .
واستطاع الاخوة فى النهاية بفضل الله أن يدخلوا من الباب وانضموا إلينا داخل مبنى القبة حيث استمر الإعتصام وذهب بعض الاخوة لمقابلة رئيس الجامعة والتفاوض معه وأعتقد أنهم قد توصلوا إلى نتائج جيدة ولم يحدث إ طلاق نار ومر الموقف بسلام وانتهى الإعتصام قبل المغرب بلحظات وقد ترك فى نفسى آثرا لن أنساه أبداً .