الخميس، 31 ديسمبر 2009

تثبيت باب القبة

بعد إنتهاء الإنتخابات مباشرة أخذت مجموعة العمل مجلس الدفعة لإجتماع آخر لتوضيح التكليفات والمسئوليات وقد كنت وقتها مذهولا أقول لكل الاخوة : أنا لا أدرى شيئا عن هذه المسئولية ولا أعرف شيئا عن التنظيم الإخوانى وكانو يقولون : لا تقلق .. سنعلمك كل شئ .

وفى أوائل هذه الأيام كنت أتعامل بلهجة شديدة أحيانا مع بعض الاخوة أثناء العمل فقط .. لأننى لم أكن أعلم كيفية التعامل مع مشاكل الاخوة واحتوائهم ولأننى لم أتوقع أنه قد يتكاسل بعضهم دون سبب واضح على الأقل ... ولكن كانت المشاكل تنتهى فى وقتها ويعود الحب والايخاء ليجمعنا وكانت المتابعة مستمرة من مسئولى القديم بمجموعة العمل و( ا . أبو الفتوح ).

***

وفى تلك الفترة قام الأمن بإلغاء الإمتحانات وفصل بعض الاخوة فى أكثر من كلية ... ( وكما عرفت بعدها ) أن الاخوة كانوا يتحدثون مع قائد حرس الجامعة ولكنهم لم يصلو الى شئ فقال له ( م . درويش ) : ( هرجعلك أيام 95 تانى )
فرد عليه بتهكم : ( رجعها ) ... فانصرف الاخوة .
ولنا هنا وقفة ، ما هى أيام 95 !! وما الذى يجعلها تهديدا ؟؟
وكما سمعت وعرفت من الاخوة أنه فى عام 95 حدث أن قام الاخوة فى مظاهرة كبيرة بتثبيت باب قبة الجامعة ... وخطورة الأمر أن مبنى القبة هذا تابع إلى رئاسة الجمهورية مباشرة ومصرح للحرس بإطلاق النار فى مثل هذه الأحوال ، ويذكر الاخوة أنه تم إطلاق نار بالفعل فى هذا العام واستشهد اثنان من الاخوة بالفعل ... ولعل لهذا السبب لم يستوعب قائد حرس الجامعة أن هذا يمكن أن يتكرر حقاً . ولكن اجتمع الاخوة وتم إتخاذ القرار بالفعل .
***
كانت القاعدة السائدة ألا يدخل أفراد دفعة أولى ( اللجنة الرياضية ) ولكن تم استثنائى للياقة البدنية والمواظبة على الووشو وكذلك ( جهاد ) لبنيته القوية ، وكنا ندخل ( اللجنة الرياضية )ونتعلم كيفية التصرف فى فى المواقف الشديدة والسريعة ... و ( اللجنة الرياضية ) مهمتها صد الضربات أثناء المظاهرات وصرف المخبرين ومنعهم من التصوير وفتح الطريق الذى ستقف فيه المظاهرة والوقوف فى ( الكوردون )
الأمامى للدفاع ...وكذلك حماية الأخوات من تصوير المخبرين والمعاكسات وما الى ذلك من مشاكل .
***
وكنت فى هذا الوقت اتابع مجموعتى ولا أدرى شيئا عن الفصل وإلغاء الإمتحانات حتى تم تبليغنا أنه غداً سنقوم بمظاهرة كالعاصفة للأسباب السابق ذكرها وقد قررت مجموعة العمل إدخال مجلس دفعتنا بكامله فى ( اللجنة الرياضية ) - عدا ( ع . السباعى ) لأن صحته دائما ليست على ما يرام - ( للتعلم ومعايشة الموقف ... الخ ) ... وتم اخبارنا بمدى خطورة الأمر وأنه تم إطلاق نار من قبل فى مثل هذا الموقف وأنه على كل واحد منا أن يكتب وصيته ويغتسل غسل الشهادة مع باقى الأوراد ... والحق أننى أتمنى أن أعيش مثل هذه اللحظات مرة آخرى ... لقد كنا فى هذا اليوم وكأننا نشم رائحة الجنة ونتوقع الموت غداً حقاً واستطاع الاخوة أن يجعلونا نمشى على الأرض وكأننا لنسا فى الدنيا كلها ... ولهذا الأمر آثراً فى نفسى لا أنساه أبداً لأنه كان حقيقياً وليس مفتعلا كالموقف التربويى السابق ذكره ... وواقعية الأمر هى التى تجعل له آثرا حقيقيا ودرسا تربويا لا يٌنسى .
وبالفعل ... قام كل منا بما عليه حتى اليوم التالى وقد كانت هذه المشاعر تملؤنا حتى تم اخبارنا بما هو أخطر من ذلك ...
اجتمع الاخوة على أنه ستكون هناك لجنتين ( رياضية ) الأولى ( داخلية ) لتثبيت باب القبة فى بداية المظاهرة وهى أخطر نقطة على الإطلاق والمتوقع أن يحدث فيها إطلاق للنار ... والاخرى ( خارجية ) لجمع اخوة الكليات التى هى خارج الحرم والتظاهر عند المسلة للإعلام الخارجى ثم الدخول من الباب الرئيسى والإعتصام داخل مبنى القبة ... وتم اختيارنا فى اللجنة ( الداخلية ) .

واختار الاخوة ( ع . جمال ) و( ع . الريدى ) لبدأ الهتاف الذى إذا سمعناه ننطلق بسرعة لتثبيت الباب ... وكان صوت ( ع . جمال ) كالقذائف المدوية وقد منَ الله عليه بحنجرة قوية للغاية كما منَ على ( ع . الريدى ) بجسد ضخم وقوة كبيرة وقلبا لا يخشى شيئا وأعصاب بارده هادئة وسرعة فى تقييم المواقف واتخاذ القرار السليم .

***

توكلنا على الله وحسم كل منا أمره وتحرك فى موعده تماماً الى موضعه المحدد ... وسرت مع إخوانى من المجلس فى اتجاه القبة وفجأة ...
وجدنا الاخوة الذين سبقونا قد بدأو فى تثبيت الباب فاتطلقنا نحوهم بسرعة ووقفنا على الباب معاً وأخبرونا أن ( ع . جمال ) و (ع . الريدى) عندما رأو حرس الجامعة يغلقون الأبواب كبروا قبل الموعد بلحظات وحدث أنه كانت هناك محاضرة داخل مبنى القبة فى تلك اللحظة وعندما انطلق صوت ( ع . جمال ) فجأة فى المكان سقطت مغشى عليها وأسعفها الناس حتى عادت إلى وعيها بسرعة وتم إخلاء القاعة وإلغاء المحاضرة فى الحال ... ووقفنا فى تماسك ورهبة شديدة والذكر لا يفارق ألسنتنا ونحن نرى تحركات الحرس السريعة واتصالات الرتب الكبيرة وعلمنا أنه قد وصلت أوامر للحرس بإطلاق النار إذا زاد الأمر عن هذا الحد .
ولكن حدث التطور فى الجهه الآخرى حيث قامت قوات الأمن المركزى بالإشتباك مع الاخوة فى الخارج .











وكل ما أعرفه عما حدث بالخارج هو أن حاتم كان فى اللجنة الرياضية الخارجية وعندما بدأ الضرب لم يتمالك نفسه واستطاع أن يأخذ عصى وأدوات من الأمن المركزى وقام الاخوة بتصويرهم .





واستطاع الاخوة فى النهاية بفضل الله أن يدخلوا من الباب وانضموا إلينا داخل مبنى القبة حيث استمر الإعتصام وذهب بعض الاخوة لمقابلة رئيس الجامعة والتفاوض معه وأعتقد أنهم قد توصلوا إلى نتائج جيدة ولم يحدث إ طلاق نار ومر الموقف بسلام وانتهى الإعتصام قبل المغرب بلحظات وقد ترك فى نفسى آثرا لن أنساه أبداً .









الاثنين، 30 نوفمبر 2009

الانتخابات


إذا سألت كل الإخوان فى كلية تجارة : ما هى أفضل سنة فى عمرك بالكلية سيخبرك المعظم أنها السنة الأولى وقبل أن يُحمل الأخ بأيه أعباء أو مسئوليات رسمية .

***


اذكر أننى فى أحد أيام الإعتصام عند مكتب العميد قد نُحر صوتى من كثرة الهتاف وجاء ( زارع ) يطمئن على قبل انصرافى فى نهاية اليوم وقد رق لى عندما سمع صوتى هكذا الا أننى كنت فى غاية السعادة والحماس ... عائدا إلى البيت طالبا من الله أن يتقبل العمل ... لا أشعر بأى هموم ... لا تقلق بالى أيه مشاكل ... أشعر بحب واخوة وترابط مع إخوانى فى الكلية وما أكثرهم وما أعظمهم ... احاول الإرتقاء بعلاقتى بالله عز وجل والإستعداد لأى شئ يأمر به اخوانى ... ولهذا أعتبرها أسعد أيامى فى الكلية .

وفى تلك الفترة - منتصف الترم الثانى تقريبا - بدأ الاخوة فى التركيز على محاضرات الإخلاص والتجرد وقد بذلوا جهدا كبيرا فى هذا ( ووالله انى لأذكر محاضرة ( م . درويش ) إلى الآن ) .

وكانت السنة الأولى التى تحدث فيها انتخابات - وكان هذا قرار استرتيجى من الجماعة - أما قبل هذا فكان الإختيار يتم عن طريق الشورى من المستوى الإدارى الأعلى إلى الأدنى ... وعلمت بأمر الانتخابات فى يومها صباحا ولم أكن أعلم أن هذا سيحدث من الأصل ولم أتخيل أن تتركنا مجموعة العمل وحدنا ... بل لم أكن على علم بشكل الانتخابات والمسئوليات ولكنى لم أكترث لهذا الأمر نظرا لأن عدد الاخوة فى مجموعتى كبير وهم أقدم منى فى الاخوان بكثير وأنا أقلهم خبرة بالاخوان والعمل الدعوى كما أن مجموعتنا كانت تضم ( إ . أبو الفتوح ) وهو أكثر أفراد الدفعة تميزا وخبرة وعملا أيضا وقد كان أكبر سنا من معظم أفراد مجموعة العمل أنفسهم ولذا فقد كنت مطمئنا تماما أنه لن يتم اختيارى ولأننى حقا لا أستطيع أن أكون فى أى موقع قيادى لحداثة عهدى بالاخوان وقد كان كل ما أملكه فى هذا الوقت حماس واستعداد للعمل والتعلم فقط .

***


وبعد مجلس طويل تحت أشعة الشمس الحارقة وبعد ذكر أحاديث الاخلاص والتجرد لله عز وجل حتى صار كل منا يمقت المسئولية والقيادة حقا .. تم إجراء الانتخابات .
وحدث ما توقعت بالفعل فكان ( أ . قنديل ) مسئول مجموعة ( أ ) وقد كانت أكبر المجموعات عددا و ( ع . السباعى ) مسئول ( ب )
و( م . ربيع ) مسئول ( ج ) وقد كان بها اثنان فقط و ( ا . أبو الفتوح ) مسئول ( د ) وكانت ثانى مجموعة من حيث العدد و ( جهاد ) مسئول ( هـ ) و ( ياسر ) مسئول ( و ) بالتزكية حيث لم يكن بالمجموعة غيره ... وهكذا تكون مجلس الدفعة ثم حان وقت انتخاب مسئول الدفعة ولا يُشترط أن يكون من المجلس بل يتم اختياره من الدفعة كلها ... وأخذنا الورق وتم الانتخاب وأصبح ( ا . أبو الفتوح ) مسئول الدفعة و ( أ . قنديل ) نائب مسئول الدفعة .

وهنا ... وجب اعادة الانتخاب فى مجموعة ( د ) نتيجة صعود ( ا . أبو الفتوح ) لمسئولية الدفعة وتم توزيع الورق على أفراد المجموعة وجاء ( ح . زارع ) - مسئول مجموعة العمل - وأخذ ورقة وكتب فيها اسما ووضعها ثم أخذ الورق إلى لجنة الفرز ... وبعدها وقع على الخبر كالصاعقة بل كألف صاعقة ... لقد شاء الله وانتخبنى الاخوة مسئولا لمجموعة ( د ) .


الخميس، 19 نوفمبر 2009

عميد الكلية






بعد فترة من الفصل الدراسى الثانى كنت قد اندمجت فى العمل والدعوة مع الاخوة واعتبرنى الاخوة ( اخا ) فى هذا الوقت ... ولكن كان تعلقى الأكبر باخوة مجموعة العمل - وبالتحديد ( أ . زيدان ) وقد كان مسئول مجموع ( أ ) وقد كنت فى مجموعة ( د ) و (حاتم ) - وبالاخوة الأكبر سناً .

***

وكان هناك معرض إسلامى يقوم به أفراد دفعة الفرقة الثانية وقد كانت فى هذا الوقت دفعة قوية وبها العديد من الكوادر المتميزين .

وفجأة ... نزل عميد الكلية إلى الساحة وطلب ( كارنيهات ) اثنان من الاخوة القائمين على المعرض ( أ . توفيق ) ( شرقاوى ) ... وللأسف أعطاه الاخوة ( الكارنيهات ) بكل سهولة وربما كان هذا لعدم إلمامهم بكيفية التصرف فى مثل هذا الموقف وهو (رفض اعطائها ) ... وكما قلت من قبل أننا كنا فى فترة قوة وعزة تجعل حدوث مثل هذا الأمر أمرا خطيرا ويحتاج إلى رد قوى حاسم ...



وكان مسئول الكلية فى هذا العام هو ( م . درويش ) وهو رجل كالمؤسسة الشاملة .. فهو من النوع الثورى الذى يُغضبه أمر كهذا بشدة وهو أيضا عاقل وحكيم ويجيد تقييم المواقف قبل اتخاذ القرار وهو أيضا مُربى رائع وإذا تكلم أنصت له الناس كما أن له حجة قوية راسخة .. وقد كان فى الفرقة الرابعة حينذاك .

وأنا لا أعلم كيف دار النقاش فى هذا الموقف ولكن القرار النهائى كان أن تجمع كل الاخوة أمام مكتب العميد اعتراضا على ما فعله وقد كان صوت الهتاف يرج المبنى كله ولم يستطع العميد الخروج للمناقشة ولم نقم بأى أفعال خاطئة أو تخريبية وقد كان هذا ممكنا ... بل كان بإمكاننا اقتحام مكتب العميد نفسه وقد جال هذا بخاطرى ... ولكن هذا التغيير بالقوة ليس اسلوبنا مع المسلمين وكما أنه لن يحل أى مشاكل ولكنه اعتراض سلمى قوى ومع ذلك يلقى الرعب فى قلوب الظالمين لرؤيتهم العمل المنظم والحماس الشديد فى مواجهه الظلم والقائم فى الأساس على تربية عميقة لا تجعل للنفس حظا من العمل ... وقد استمر هذا على مدار ثلاثة أيام متصلة ... كل يوم كنا نعتصم أمام مكتب العميد اعتراضا ...

وقد يسئل أحد الناس : ماذا فعلت هذه المظاهرات وأيه أهداف حقق هذا الإعتصام ... وأنا أقول أن ما فعلناه حقق أهدافاَ كثيرة وهى ..

أولا : أننا قمنا بتطبيق جزء من الدين فى هذا الموقف برفضنا واعتراضنا للظلم الذى وقع ولم نفعل فعل بنى إسرائيل ... كما أن رسولنا الكريم ( ص ) قال : أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر .

ثانيا : بعد إنتهاء تلك الأيام زادت قوتنا الكامنة أو القوة الناعمة .. والقوة الناعمة هى مصطلح سياسى وهو يعنى تأثير الدولة خارج حدودها الإقليمية ... فقد وصلت الرسالة واضحة تماما ... إذا تكرر هذا الأمر ثانية سنكرر هذا الرد وسنرفض هذا الظلم ... ولقد حدث هذا بالفعل فالعميد ولاإدارة لن تتحمل مثل هذا الأمر وانهم يريدون خاضعين أذلاء ... وهذا بالتأكيد أدى إلى عدم تكرار الامر أبدا من قبل الإدارة بل وزيادة الاحترام والتقدير لطلاب الاخوان وخصوصا من أفراد حرس الجامعة وكما ساذكر بالتفصيل ان شاء الله .

على أنى أقول أن هذا لا يطبق فى كل المراحل وفى كل الكليات دون ادراك للعواقب وطبيعة المرحلة التى تمر بها الكلية وعلاقتها بالأمن والادارة .

وفى تلك الأيام أيضأ تعرفت على موهبة جديدة عندنا وهو الأخ ( م . الحينى ) وقد كان يقلى كلمة فى الاعتصام أذهلتنى من روعتها ومن براعة إلقائه وسياتى ذكرها ... وشعرت أننا كالجسد الواحد وأن الاخوة كانوا سيفعلون المثل لو حدث هذا معى ... وبدأت الدخول فى مرحلة اخرى .

***

الثلاثاء، 3 نوفمبر 2009

حاتم





كان لهذا التوتر فى علاقتى بالإخوان عدة أسباب وهى :

عدم وضوح شمول المنهج الإخوانى - عدم معرفة بعض الأمرو التنظيمية الغامضة - كنت أشعر أن الإخوان أفضل مما يجب ... وكنت أتسائل كيف يتعامل هؤلاء الناس مع بعضم ومع غيرهم بهذا الشكل الرائع ولماذا ؟ - وكان من أهم الأسباب فى هذا التوتر هو مشاكل البيت الأسرية وأنه لا يوجد فى العائلة كلها أحد من الإخوان ... ولأننى بدأت أدرك عواقب كونى من الإخوان وأن هذا قد يؤدى إلى مشاكل أمنية أو دراسية وتحقيقات وفصل وقد يؤدى إلى مشاكل اسرية جديدة .
إنها بيعة ... واذا دخلت الإخوان لن تأخذ شيئا بل ستعطى فقط .... فماذا تفعل ؟؟؟

***

وهنا جائت مشيئة الله أن أتعرف على حاتم كمنوذج لم يترك لغيره حجة فى أى شئ ... بدأت آرى حاتم وهو يعمل فى الكلية بهمته العالية وتضحيته وتجرده وروحه المرحة الجميلة .

***

* عندما كان (حاتم ) فى السنة الثانية حدثت له مشكلة أمنية ... وعندما ذهب إلى مقر أمن الدولة ضرب ضربا شديدا وكانت ظروف بيته أصعب من ظروفى بمراحل ... وكان ظابط أمن الدولة يتصل بأبيه ويهدده وكان ضغط اهل (حاتم ) عليه شديدا وأرادوا منعه من النزول نهائيا وقطع المال عنه ... ولكن بعد كل هذا عاد (حاتم ) إلى الكلية يريد الدعوة والعمل فقال له الإخوة : ليس الآن يا حاتم ... انتظر اسبوعا حتى تهدأ هذه المشاكل على الأقل.... وقد كانوا يعتبرونه محبا فى هذا الوقت ... وانتظر (حاتم ) يومين فلم يحتمل وانطلق يدعوا فى الكلية مرة اخرى .

* أتعلمون عندما نذكر الرجل بصفاته الحسنة الجيدة فنقول مثلا هذا رجل كريم ... أما (حاتم ) فقد كان كريما كرما غير عادى وكانت شجاعته مختلفة عن أى أخ رأيته ... كانت تضحيته مبالغة ... كان أكثر الإخوة ضحكا ( رغم كل مشاكله ) وحبا لهم ... كان أكثر من يبيع نفسه فى أى عمل ينطوى على خطورة واضحة ( يعنى كل الصفات الكويسة عند حاتم مأفورة ) .

* رأيت (حاتم ) بنفسى يصعد على حائط المدرج ليقوم بتعليق ( بنر ) كامل وحده ... فيأخذ أول حبل فيصعد به ويربطه ثم ينزل فيأخذ الحبل الآخر على نفس المستوى ويصعد فيربطه وينزل وهكذا ست مرات متتالية صعودا وست مرات نزولا ... وكان هذا لعدم وجود اخوة يساعدوه ... وكان (حاتم ) لا يأمر أحدا ... بل كان يتحرك بنفسه على الفور فيتحرك الإخوة لحركته غيرة وحماسة .

* فى أحد الأيام جاء (حاتم ) ببدلته وفى قمة الأناقة لحضور حفلة تكريم المتفوقين التى يقيمها طلاب الإخوان فى المدرج .. وبعد الحفلة رأى الإخوة وقد تكاسلوا عن الصعود لإنزال ( البنر ) فغلع سترته وصعد بملابسه على المبنى وانزله ثم أقام الإخوة الصلاة فى الساحة فصلى على الأرض .

* نام (حاتم ) فوق سطح مسجد الكلية فى أحد الأيام بسبب مشاكل البيت ولأنه كان لا يجد مكانا يبيت به فبات على سطح المسجد والعجيب أنك تراه بعدها يضحك مع الاخوة ويعمل بهمة ونشاط بل ويكون اول من يأتى فى موعده .

* كان يخاف على العمل الدعوى خوفا رهيبا وكان يتصرف فى كل المواقف مهما كانت ... فإذا عملت مع (حاتم ) وأسندت له عملا فلا تقلق على الإطلاق ... إنه سيبذل قصارى جهده وسينفذ العمل فى النهاية مهما قابلته مشاكل أو عقبات .

* اذكر ذات مرة أن انقطعت الكهرباء عن الصوتيات التى كنا نقيم بها أحد الحفلات أو المؤتمرات فكان المفترض أن يذهب أخ ليفصل الكهرباء حتى يصل (حاتم ) السلك بطرفه المقطوع ... ولكن (حاتم ) لم ينتظر .. بل أمسك بالسلك العارى وظل يربطه بالآخر وهو يتكهرب فى كل لمسة له حتى وصله ... أنا حقا لا أتخيل أحدا يفعل هذا الموقف ... يتحمل آلم الكهرباء تسرى فى جسده حتى لا يتأخر العمل ؟؟

* كانت بنية (حاتم ) الجسدية ولياقته البدنية قوية للغاية ... واخبرنى أحد الاخوة القدامى أن الإخوة تجمعوا على حاتم فى أحد الرحلات يريدون أن يسقطوه فقط فما استطاعوا .

* كان شديدا جدا على الأمن فى كل المظاهرات لدرجة أن الإخوة كانوا يمنعوه عن اللجنة الرياضية لأنه كان إذا تملكه الغضب لا يهدأ بسهولة .

* ( خدنى فى يوم كده وقالى تعالى أعزمك على الفطار واول ما كان يروح الكافتيريا ... الراجل بتاع الكاشير يسيب كل الزحمة اللى حواليه ويقفل الدرج ويقوم يسلم على حاتم ويحضنه ... وبعد ما عزمنى عالفطار وقعد ينصحنى راح استلف فلوس من أخ من دفعته عشان يروح . وكان لما يلاقينى صايم يجيب اى أكل وعصير ويقولى تفطر على ده ( وطبعا مفيش تفاهم مع حاتم ... انسى ) ).

* ( (حاتم ) يا إخوانى كان يعرف كل الناس فى الجامعة ... كان يعرف عمال المدرجات وكل الطلبة فى مدرجه وخارجه وبأعداد لا تحصى وكان يعرف حرس الجامعة على كل الأبواب والمبانى وعمال المساجد وكانوا بيحبوه حب غريب فعلا ... ابص الاقى العامل هو اللى قابم يسلم على (حاتم ) ويحضنه مهما كان مشغول وكان أفضل مثل فى العمل مع المجتمع ) .

* ( وانا فى سنة تانية ... كنت رايح اشترى شاى انا وكام اخ من كافتيريا فى الجامعة ... وكنت حاطط ال (ID ) ومكتوب عليه طلاب الإخوان المسلمين ... الراجل بياخد البون منى وشافه ... قالى : كابتن ... هو (حاتم فين ) ؟؟؟ لسة معاكوا ؟؟؟ قلتله : لا والله (حاتم ) اتخرج خلاص الحمد لله . قالى : طب بالله عليك لو شفته سلملى عليه أوى . ( كان هيغمى عليا بصراحة ))

***

فلما عرفت أغلب هذه الأشياء عن (حاتم ) ولما رأيته بهذا الشكل بدأت اتعرف عليه واحكى له ... وكان أكثر الإخوة إهتماما بى وإحتواءا لى على الرغم أنه يعمل فى الأساس فى ( العمل العام ) وليس فى مجموعة العمل ... وكنت أظن أنه كان يفعل هذا معى فقط ولكنى فوجئت بعد تخرجه أنه فعل هذا مع إخوة كثيرة من دفعتنا .

* كان (حاتم ) يعمل كل شئ فى الكلية ويتعلم كل الأعمال بنفسه ولكنه كان لا يجيد تلاوة القرآن وعندما يدخل المدرج يلقى كلمة بعد قراءة أحد الإخوة للقرآن ... وبعد أن تخرج كان قد تعلم التجويد بل وأصبح إماما لمسجد فى بلدته .

قلت لنفسى : ليس لك عذر يا ووشو ... هذا الرجل فاق الحدود ولم يترك لك ولمن بعدك حجة ...

وكما قال سيدنا عمر بن الخطاب : ( أتعبت من بعدك يا أبا بكر ) ...

فأنى لى بأعمال (حاتم ) هذه !!!... بل أنى لى بطاقته وهمته !!! ... ولكننى قررت ان أسير فى دربه واحاول أن أضحى مثله وأن أقهر العقبات مهما كانت صعوبتها وشدتها .

وقلت لنفسى : حقا ... إذا استسلم كل منا لظروف بيته وضغط الأمن وأى سبب آخر فمن يقوم بهذا الأمر غيرنا ؟؟؟

وكما قال سيف الدين قطز للأمراء المماليك : من للإسلام إن لم نكن نحن .... وكان التتار على أبواب مصر ... فبكى الناس وبايعوه على الجهاد فكان نصر الله عز وجل .

***

وأدركت وقتها أن الدعوة ليست بالقول فقط ... بل أهم شئ فى الدعوة هو العمل فلقد ظللت سنتين مترددا وبعد أقل من شهر من تعرفى على (حاتم ) انقطع التردد فحقا : عمل رجل فى ألف رجل خير من قول ألف رجل فى رجل .


الاثنين، 26 أكتوبر 2009

الاستقبال

بعد إنتهاء المعسكر مباشرة جلست مجموعة العمل لتحدد من من أفراد دفعتنا سيكون فى لجنة الإستقبال ( لبداية الترم الثانى ) ... والمفترض أن يتم إختيار أقوى أفراد الدفعة - طبقا لتقييم مجموعة العمل - للعمل تحت ضغط شديد ولقيادة باقى أفراد الدفعة .

وللمرة الثانية وكما أخبرنى ( بركات ) عندما جاء وقت مناقشة اسمى قال الأخوة : ( بلاش ووشو ينزل لجنة الإستقبال ...لسة بدرى عليه مش هيستحمل الضغط ده )

فقال لهم ( زارع ) - مسئول مجموعة العمل - : جزاكم الله خيرا ...ووشو هينزل لجنة الإستقبال ... وإنى لأعلم الآن أن هذا كان خيرا لى ولكنى لا أعلم كيف حدث هذا ولو كنت فى هذا المجلس لرفضت ذلك بشدة ... أو ربما لم يهتم الأخوة كثيرا بالأمر وتناقشوا فى الإسم التالى مباشرة .

***

وفى الاسبوع الثانى من اجازة نصف العام وأثناء جلسات التجهيز الضخم للاستقبال بدأت أتحمس بشدة وراقنى جو العمل ... وكان مسئول الاستقبال من مجموعة العمل ( عدلى ) وهو أخ مرح جدا أحببته للغاية .

وبدأت أتعلم فنون الدعوة على أيدى عمالقة الكلية هؤلاء .. وزادت حماستى وحبى للعمل الدعوى .. واذكر فى الاستقبال موقف حقيقى -غير مفتعل - تعلمنا منه الكثير وقتها ..

كانت لجنة الاستبقال هذه تجلس باستمرار لتقييم الاستقبال .. وفى مجلس معين تأخر ( ا . يوسف ) أو ذهب ليفعل شيئا دون استئذان وجاء متأخرا فقال له ( عدلى ) : اذهب ولا تجلس معنا .
ثم امرنا بقتح المصحف على سورة النور الآيه رقم ( 62 ) وقال : ( كل الأخوة تحفظ الآيه دى فى دقيقتين ) ثم ناقشناها وتأثرنا بالموقف فعلا وتعلمنا منه الاستئذان .

***

وقد كانت الكلية فى هذا الوقت صرحا كبيرا وكانت هناك لجان متعددة وأخوة كثيرة وأعمال لا حصر لها ... وكنا نفعل أى شئ نريده فى الكلية بفضل الله وحده ... بل كنا نخرج بمظاهرة كاملة مكونة من أفراد الكلية فحسب .. بل والله صدقا ..كنت اذا أتيت إلى الكلية ظهرا أقضى ما يقرب من الساعة أصافح الأخوة وألقى عليهم السلام .

ومع كل هذا إلا أننى كنت أشعر ان هناك شئ غامض لا أفهمه وكنت أسمع كلمات ومسميات تنظيمية لا أدرى عنها شيئا كالأسرة والكتيبة - رغم إن انا كنت بقعد اسرة - ولكن كنت لا أعرف اسمها .

***

وفى أحد الأيام كنا فى الطريق لحضور اللقاء التربوى الاسبوعى وفى منتصف الطريق انطلق آذان العصر ... فأصر مسئولى ( هـ . فرج ) على أننا سنصلى عندما نصل وليس الآن ... وضايقنى هذا بشدة ( وكان لسة عندى آثار السلفية ) .. ولكنى ذهبت وبعدها قابلت ( جادو ) وهو اخ عقلانى جدا عمل مع ( ن . أ ) فى لجنة الثانوى وكنت أحب أن اتناقش معه فى كل شئ وقلت له : ( بصراحة كده انتو ناس كويسين أوى ... بس أنا خلاص ده كده أخرى معاكم ) .
وأخبرته بما حدث وشرح لى الأمر بهدوء ولكنى أصررت على موقفى فترك لى حرية إتخاذ القرار .

وجلست افكر بعدها مع نفسى فى كلامه جيدا وهدانى الله إليه ( الحمد لله ) ولم يقطع هذا التردد فى علاقتى بالإخوان إلا أمرا واحدا ... وهو أن بدأت أتعرف على حاتم فى هذا الوقت .

***

السبت، 17 أكتوبر 2009

لماذا ؟؟؟

أحمد الله عز وجل لأنى لم أحضر هذا الموقف فى تلك الفترة المتقلبة لأنى كنت سأترك الاخوان لو رأيته بالتأكيد ... بل إنى ما زلت أكرهه بشدة أيضا وسيأتى ذكر ذلك فى تفصيلات قادمة ... ولكن فى تحليلى للموقف أشعر أنه حرام شرعا وله أضرار كثيرة وكبيرة للأسباب الآتية :

أولا : أنا أعشق الفن والتمثيل .. والجميع يعلم أننى ممثل ... ولكنى أمثل والناس تعلم أننى أفعل ... فأنا لا أكذب عليهم مطلقا .

ثانيا : عندما افتعل الاخوة الموقف الأمنى من قبل ... ترك أحد الناس الاخوان لما رآه ... بل وترك الالتزام كله وهذا حدث حقيقى .

ثالثا : ما الهدف من هذا الفعل ؟؟؟ ... يقولون : انه اختبار للثبات والثقة ... ووالله لا أعلم كيف هذا ؟؟ ودعونا نفكر ... فى الموقف الأمنى حدث ضرر كبير من قبل كما ذكرنا وهو بالتأكيد كان أمرا محتملا ... ثم ان الثبات أمر من عند الله عز وجل ولا تتم معرفته من مواقف مفتعلة ... وهل اذا فعلنا هذا سنعرف من سيثبت فى الموقف الحقيقى ! كلا والله .. لأنه أمر من عند الله ... بل ربما ترى فى الموقف الحقيقى عكس ما ترى فى المفتعل تماما .

رابعا : فى موقف الثقة ... ما الذى يجب أن يفعله الأخوة وهم يشاهدون الموقف كأنه حقيقة تحدث ... بل كيف تطلب منهم الثقة بعدها ! ... كيف يثق فى رجل كذب عليه فى أمر هام وموقف عصيب كهذا ومن أدراه أنه لن يكرره ؟... بل إن الأخ سيسئل نفسه ألف مرة فى كل أمر آخر يحدث ... أهو موقف أم حقيقة ؟؟ ( بيشتغلنى ولا ده بجد ؟؟) .

فإنى أرى أن هذا يهدم مبدأ الثقة تماما والتى تعتمد على الصدق الكامل وتبنى فى مدة كبيرة .

خامسا : إن قدوتنا هو النبى (ص) ( المربى الأعظم لأعظم جيل ) ... وعلى حد علمى الضعيف بالسيرة لم يفعل النبى (ص) أمرا مفتعلا كهذا ليربى الصحابة وهو الذى كان يعلم الغيب ... أى أنه قد يعلم أشياء ستحدث لا محالة فى المسقبل وربما كان على الصحابة أن يستعدوا لها أو يتدربوا عليها ... أو أن النبى (ص) يريد أن يعرف من الذى سيثبت ... أو من سيكون أشجع الناس .

وذلك ... لأنه الصادق الأمين .. ولا ينطق أو يفعل الا صدقا .. فكانت ثقة الصحابة - بل والكافرين أيضا - فى كلامه وعمله مطلقة بلا ريبة أو حتى تردد ... وكان ثباتهم يرى فى المواقف الحقيقية ... لا المفتعلة ... بل إن حتى التمحيص بين المؤمن والمنافق يحدث فى المواقف الحقيقية والتى يتعلم منها الناس حقا ... فكان النبى (ص) يربى جيدا وعند الشدائد يثبت الرجال .

سادسا : ولكى لا يقول أحد أنى أطرح المشاكل وفقط .. فأنا أرى أن الحل فى دراسة المواقف الحقيقية والتربية السليمة ... وربما التمثيل ولكن مع علم الناس به ( كالمسرحيات والأفلام ) .
وأيضا المتابعة فى المواقف الحقيقية التى تحدث على أرض الواقع ... وكما حدث مع مجلس دفعتنا فى تجربة رهيبة سيأتى ذكرها بالتفصيل ان شاء الله .

***

وإنى والله لأكره أن أرى هذا الأمر يحدث بيننا ثانية وبعد أن سألت فيه علماء وقيادات فأنكروه .

وكما قلت .. كنت سأترك الإخوان لأننى لم أكن قد فهمت شمول المنهج بعد ... ولأن هذا أمر تأنف منه النفس البشرية عامة .

الجمعة، 2 أكتوبر 2009

الموقف التربوى

فجأة ...

قام ( أ . زيدان ) - وهو أخ بالفرقة الرابعة وقتها وهو من أحب الاخوة لى و لمعظم دفعتنا - بعمل خاطئ أمام الناس ... أى أنه لم يطع ( ح . زارع ) - مسئول مجموعة العمل والمعسكر - فى أمر ما أو خالف نظام المعسكر .

فقال له ( زارع ) معاقبا : اذهب فاستحم بالماء البارد .

وقد كنا فى منتصف الشتاء ونرتعد من البرد ... والماء كالثلج ..

فقال له ( زيدان ) : لا لن أفعل ذلك الأمر ... فأصر ( زارع ) على أمره حتى علا صوتهما أمام الجميع وتشاجرا ... وانقسم الأخوة لقسمين .. الأول يبعد ( زارع ) ويهدأ من أمره والاخر يفعل المثل مع ( زيدان ) ثم اجتمعوا سويا فى غرفة اخرى وخرجوا وقال ( زيدان ) ل ( زارع ) أمام الاخوة : لقد عزلناك وأصبحت أنا مسئول المعسكر حتى نعود ... ثم تشاجرا مرة أخرى ... وكل هذا امام أفراد الدفعة .

وبالطبع كانت أحوال أفراد الدفعة يرثى لها ... فمنهم من بكى بشدة وهو صامت لا يصدق أن هذا يحدث أمام عينيه من أساتذته ومعلميه .. ومنهم من أصابه الذهول الشديد .. ومنهم من تدخل محاولا منع الشجار على قدر طاقته وهكذا .

ثم دخل ( زارع ) وقال : ( الفقرة دى اتصورت ... تحبوا نذيع ؟؟؟ ) .

وسأترك لكم تخيل وقع هذا على اخوة دفعتنا ... وكان هذا اختبارا فى الثقة .. ثم جلسوا لتحليل الموقف وأخذ العبر والدروس منه وافتراضه على أرض الواقع .

***

وللموقف التربوى شكل آخر وحدث بالفعل فى كليتنا قبل دخولى وفى معسكر آخر وهو الموقف الأمنى .. بمعنى اخبار الناس فجأة أن الأمن قادم ليروا ردود أفعالهم ومدى ثباتهم .

وهذا هو الموقف التربوى الذى أحمد الله أنى لم أحضره .. خاصة فى ذلك الوقت لأننى كنت سأترك الاخوان قطعا لو كنت رأيت ذلك ..

لماذا ؟؟؟ .

***

الأحد، 27 سبتمبر 2009

الترم الثانى

وهذه هى نهاية الترم الأول وبالتأكيد قد حدث أحداث اخرى ولكن نظرا لعدم تواجدى بشكل مكثف بالجامعة ولأنه كان بداية العلاقات بالأخوة فسأكتفى بهذا القدر.

***

كانت بداية أحداث الترم الثانى فى معسكر دفعتنا .... وأخبرنى ( ع . بركات ) ( وهو كان فى سنة تانية وقتها وفى مجموعة العمل ) بكيفية ذهابى هذا المعسكر وهو موقف من طرائف المواقف الدعوية التى لا أجد تفسيرا لها .

فعندما جلست مجموعة العمل لتحدد من سيذهب من اخوة أولى للمعسكر ( وهذا أمر تحكمه الشورى بينهم ) وذكروا اسمى ... كان رأى معظم الأخوة الا أذهب لأنى لم أعمل معهم بشكل قوى بعد ...

فقال لهم ( ح زارع ) - مسؤل مجموعة العمل وقتها - : جزاكم الله خيرا ... ووشو جاى المعسكر ان شاء الله

وانى أعلم الآن أن هذا كان خيرا لى بالتأكيد ... ولكنى لو كنت فى هذا المجلس لرفضت ذلك بشدة ... بل انى أتعجب ! كيف حدث هذا بيننا؟؟

أو ربما لم يعترض الأخوة بشدة ولم يرفض أحد هذا القرار رغم ان ( زارع ) أخ طيب جدا .

وأخبرنى ( بركات ) بهذه القصة وأنا فى السنة الثالثة وقد كنت .............. ( خليها وقتها )

***

أبلغنى مسئولى ( هـ . فرج ) بالمعسكر وذهبت على مضض لعدم معرفتى الجيدة بمجموعة العمل واخوة دفعتى وفى العادة أأخذ الكثير من الوقت فى التعرف وذوبان الحواجز .

وهنا بدأ عقلى فى الاتزان وبدأت المشاكل فى نفس الوقت.

كنت سعيدا جدا ونحن نتخفى لأقصى درجة ولا نتكلم فى الهواتف أبدا ... وسرنا فى مناطق زراعية بعيدة تحت ستر اليل حتى مكان المعسكر... وراقنى هذا الجو بشدة رغم شدته لأنى كنت ازداد ثقة فى أن هذا طريق صحيح وهذا هو فعل النبى (ص) فى دار الأرقم والصحابة ... وحتى وصلنا وبدأ المعسكر وأعجبنى محاضراته وجو أخوته رغم صعوبة العيش فى المكان حتى بداية المشكلة .

***

كان تدريب الووشو عندى أولوية قصوى عن أى شئ .. وقد بدأت تدريب قبل دخولى الاخوان أو قبل أن أبدأ العمل مع الاخوان سواء فى الحى أو فى الجامعة ... وقد كانت ظروف بيتى غير مهيأة تماما بما فيها من مشاكل بين الوالدين وكونى الوحيد الذى يرعى أمى بين أخوتى ... وسؤالهم المتكرر لماذا كل هذا الوقت خارج المنزل ؟؟ وهكذا...

فأخبرت الأخوة أننى يجب أن أذهب الى البيت وأعود للمعسكر ووافقوا على مضض بعد محاولات كثيرة لاقناعى بالبقاء... وعندما عدت وعلم ( ن . أ ) غضب بشدة عندما عرف أننى رجعت للتدريب .

وكان الأخوة لا يتوقعون أنى سأعود فى اليوم التالى ولكنى ذهبت بعد الفجر مباشرة وكان يستحيل أن أخلف وعدى ...
وقال لى ( هـ . فرج) - فى أخر السنة - أن هذه نقطة جيدة حسبت لى أثناء تقييمى .

ثم انصرفت فى آخر اليوم مرة أخرى لظروف البيت ... وكان هذا من فضل الله على لأنه بعد انصرافى كان الموقف التربوى الذى كنت ساترك الاخوان لو رأيته وقتها بالتأكيد .

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

حاتم ...والاتحاد الحر



كانت سنة اولى هى أول سنة يتم فيها تنفيذ فكرة الاتحاد الحر...

والاتحاد الحر لمن لا يعلم هو عبارة عن انتخابات لاتحاد الطلاب على كل المستويات فى الجامعة نظمه طلاب الاخوان امام كل الناس وذلك للتصدى لمحاولات التزوير المتكررة من الأمن والادارة .

وكان حاتم وقتها فى السنة الرابعة له فى الجامعة وفى أوج نشاطه وحركته وقوته .... وكان عمله الأساسى فى لجنة العمل العام بالكلية ( طبعا هو كان بيعمل كل حاجة فى الكلية والجامعة ) .... وكان مسئول العمل العام وقتها ( أ . عدلى ) .

وكانت الفكرة جديدة تماما والأخوة فى منتهى الحماس ... وكذلك الأمن .

ويوم الانتخابات كان انتشار القوات الأمنية رهيب وكان المخبرين متواجدين على كل أبواب الجامعة ... وفجأة ..

تذكر الأخوة أن ورق الانتخابات لم يتم تصويره بعد ... فذهب ( عدلى ) الى ( حاتم ) وقال له : روح صور الورق ده وقطعه .

وطبعا حاتم كان معروف جدا لكل المخبرين وظباط أمن الدولة .

انطلق ( حاتم ) على الفور وصور الورق وقطعه بالكمية المطلوبة تماما واستعد للعودة والدخول على الرغم من انتشار المخبرين فى كل مكان .....وفجأة ..

رآه اثنان من المخبرين وانطلقوا وراءه ... فجرى ( حاتم ) بسرعة وهو يحمل الورق يحاول بلوغ الباب ... ولكن للأسف انزلقت قدماه فجأة على اسفلت الطريق وكادت سيارة مسرعة ( تاكسى ) أن تدهسه لولا فضل الله ... ( وهى تقريبا وقفت على كتفه ) .

وانقض عليه المخبران وقد وقع وسالت الدماء من ركتبه وكان هذا فى منتصف اليوم ( الظهر ) ... ثم ذهبوا به الى نقطة أمنية عند الباب الرئيسى للجامعة وقد أخذوا بطاقته واوراقه الشخصية وورق الاتحاد الحر .... ثم اتصلوا بظابط أمن الدولة وأخبروه بما حدث .

قال الظابط : هو اسمه ايه ؟؟

قاله : اسمه حاتم ....... .

صرخ قائلا : اديله بطاقته وخليه يتهبب يمشى . ( طبعا عشان هو عارف حاتم وزهق منه )

وحاول معهم حاتم قبل أن يخرج أن يأ خذ الورق ولكنهم رفضوا.

ثم سار حاتم عائدا تحت أشعة الشمس الحارقة وساقه تنزف ولا يكاد يستطيع المشى من آثار السقوط والجرح والضرب

ورجع وأخبر ( عدلى ) بما حدث فقال له : الحمد لله أن الورق لم يكن مكتوبا عليه طلاب الاخوان والا كنت ستقع فى مشكلة كبيرة

واهم شئ انك رجعت بالسلامة.

وقعد حاتم ليضمد جرحه ويستريح وذهب ( عدلى ) يبحث عن شخص آخر ليقوم بالمهمة ..... فجاء الى مسئولى ( هشام ) واخبره بما سيفعل وانطلق ( هشام ) بالفعل يحاول التنفيذ .

ولكنه بمجرد أن وصل عند الباب رجع الى ( عدلى ) ثانية وقال : الدنيا بره يا ( عدلى ) مليانة مخبرين على الآخر ومفيش خرم ابره .

فماذا فعل ( عدلى ) ؟؟؟

( استخلصوا العبر من هذا الموقف )

عاد (عدلى ) الى ( حاتم ) وقال : حاتم مفيش حد غيرك هيقدر يعمل القصة دى .

(تخيلوا منظر حاتم وهو تعبان ومتعور و. و...)

قال له ( حاتم ) : يا عدلى انا تعبان مش قادر والمشكلة ان كل المخبرين بره عارفنى انا بالذات وخصوصا بعد اللى حصل.

قال له : معلش بقى .... بجد مفيش حد تانى .

وانطلق حاتم مرة آخرى لا يبالى بما فيه ... وخرج وصور الورق وقطعه وفكر فى مشكلة العوده والوصول به الى الباب .

وتخيلوا ما فعل ....

الورق كان عبارة عن مربعات صغيرة حوالى 10 سم ولكنه قطع فى المطبعة فصارت أطرافه حاده للغاية...

ولأن الكمية كبيرة وهو لا يستطيع ان يسير بها دون أن يراه أحد ... فوضع اكياس الورق داخل سترته وأغلقها باحكام ... وتبقى اثنان وضعهم داخل البنطلون .

وسار ( بشكل مضحك جدا طبعا ) حتى بلغ باب تجارة وأخرج من جيبه بطاقة الدخول بسرعة ودخل بفضل الله..

ثم انطلق يجرى الى حيث الاخوة بسرعة وسلم ( عدلى ) الورق وقد وجد جسمه قد تشرح من حدة الورق خصوصا ساقيه.

وهذا والله هو موقف يكاد يكون بسيط من تضحيات ( حاتم ) الذى سأقف مع مواقفه طويلا باذن الله تعالى .



الاثنين، 14 سبتمبر 2009

شكل سنة أولى



وقد كانت سنة اولى سنة غير عادية فى الجامعة سنة غير عادية على الاطلاق فى تاريخ الجامعة ( ولاحظوا معى مستويات ومظاهر القوة على مر الأربع سنوات ).



فكان فى بداية العام مظاهرة قوية على مستوى الجامعة كلها للنزول لأول مرة باسم الاخوان المسلمين ( كان قبله التيار الاسلامى ) وانطلقت الحناجر لتهتف لأول مرة باسم الاخوان المسلمين علنا فى كل أرجاء الجامعة وكان هذا تقريبا أول عمل ضخم منظم قوى آراه مع الاخوان .... وامتلئت نفسى بالنشاط والحيوية والحماسة .


***

ثم كان اليوم التاريخى ، يوم مظاهرة جامعات مصر كلها وكان عدد الاخوان بالجامعة عدد مهول لا يعد ولا يحصى بفضل الله عز وجل ... وأهم ما فى الأمر أن كلهم منظمين ولهم هدف واحد وفهم مشترك .... والذى نفسى بيده ان هذا المشهد لأتمنى أن آراه كل يوم فى المسلمين يبين اتحادهم ويظهر قوتهم ويوضح رؤيتهم ويرهب عدوهم .



ولو أن أى مسلم مخلص نظر الى وضع الاسلام الآن لوجد أن اتحاد المسلمين على الفهم الصحيح والعمل السليم هو أسرع الطرق و الحلول للوصول للخلافة الاسلامية وتحرير فلسطين وباقى آراضى المسلمين ولوجد ذلك فى الاخوان المسلمين حقا .



ولو أن أغلبية الناس فهموا دينهم كما يفهمه الاخوان وعملوا له كما يعمل الاخوان لتغير وضع أمتنا تماما ولعادت الينا عزتنا وكرامتنا .


فكانهذا العام مختلفا كثيرا عن غيره لما تميز به من اعمال عامة ضخمة وانفراجة ديمقراطية بعض الشئ ( هى مش ديمقراطية اوى يعنى بصراحة ) فى انتخابات 2005 وبالتالى كان العمل الطلابى فى أوج نشاطه ( حسبما رأيت ) لدرجة أننى أذكر اننا كنا فى معظم الأيام نخرج فى أكثر من مظاهرة فى أكثر من مكان فى اليوم الواحد .



وكانت فكرة الدعوة الى الله فى عمل جماعى منظم قد تبلورت فى ذهنى الى حد كبير ولم تكن قد استقرت تماما حتى انتهاء الترم الأول ..... ولكن قبل الدخول فى الترم التانى لابد من ذكر اخر حدث هام فيه وهو موقف حاتم فى الاتحاد الحر .




الأحد، 7 يونيو 2009

بداية الووشو


فى بداية الأجازة بدأت تدريب الووشو وكلمة ( ووشو ) كلمة صينية تعنى الكنغ فو باللغة المتعارفة ومعناها الحرفى ( فن استعراض القوة ) وكنت ممن يعشقون الأفلام العنيفة وأفلام المخابرات وتمنيت لو تدربت على هذه الرياضات من صغرى ... حتى علمت انه يوجد مركز شباب قريب من البيت يوجد به مدرب ووشو فذهبت على الفور ...



وكنت متحمسا جدا وأحببت هذه الرياضة جدا – رغم صعوبتها الشديدة – وارتفع المستوى سريعا بسبب المواظبة على التدريب ولكن بعد بعد حوالى 4 شهور تقريبا من بداية التدريب أصبت فى مفصل الحوض ( المفصل طرقع فى التمرين ).... وأكملت تدريب بعدها سنة كاملة بالاصابة .



والذى أطلق على لقب ووشو كان أخ فى سنة رابعة ( م. غازى ) ( كل الفصل الأول وأنا فى سنة أولى يعنى هو كان فى رابعة وانا فى اولى ) فكان يضرب على بطنى كلما أتيت الكلية ويقول لى مازحا : ايه العضلات دى ياض؟؟ انت قولتلى أنت بتلعب ايه ؟؟

فأقول له : ووشو

فكان يضحك وينادينى بهذا الاسم .... ومن ثم بدأ الاخوة ينادوننى بهذا الاسم ونظرا لأنى أعشق هذه الرياضة فكان هذا أحب الأسماء الى وما زال .


***


وكان من فضل الله على أننى بعد مرحلة الدعوة الفردية كنت فى أقوى الحالات الايمانية ( وهذه مشكلة اخرى ... لأن هذه الطاقة لم توظف فى تلك المرحلة اطلاقا ) .

فعندما اخبرنى (ن- ا) أنه من الاخوان وأن من عرفنى عليهم كذلك وبدأت قصة توصيلى بالجامعة كنت ممتلئ بالحماسة والنشاط ، وهذا شئ طبيعى بالنسبة لأى شخص كان بعيدا عن طريق الله ثم من الله عليه بنعمة الهداية والفهم الصحيح لدين الله .... والمشكلة أننى كنت أتعرف على الاخوان فى الكلية وكلى حماس لأى عمل وكلى حماس للانطلاق فى طريق الدعوة وكنت على علم بعواقب الأمور وعواقب دخول الاخوان ومستعد لها تماما بفضل لله .



ولكن كان من طبيعة عمل الاخوة فى الكلية ومجموعة العمل التى استقبلتنى أنهم لا يوظفون الأخوة ودوائرهم فى أول العام .. بل بعد نصف العام كله يبدأ التوظيف الدعوى ، فكنت أذهب الى الجامعة لأجلس معهم وأرى عملهم فقط .. ولكنى ألتمس لهم العذر فى ذلك فقد تم ايصالى فى الجامعة كمحب ولم يلمس أحدهم مقدار الطاقة الدفينة بداخلى والتى كانت تحتاج لتوجيه وارشاد .


فكنت طوال الترم الأول كله أذهب الى الجامعة عندما يتصل بى مسئولى ( هشام ) .. فكنت أعلم أنه عندنا أما مظاهرة حاشدة أو رحلة أو خروجة للدفعة .


***

الاثنين، 25 مايو 2009

قصة الالتزام




لقد نشأت فى بداية حياتى فى اسرة طيبة متوسطة الحال بها مشاكل ليل نهارلدرجة انى أحمد الله على انه لم يخرج من هذه الأسرة مرضى نفسيين .

وكانت هذه المشاكل تؤثر على أنا واخواى الاثنان بشكل كبير جدا ولكن المشكلة كانت فى بعد البيت عن التربية الاسلامية الصحيحة .

فقد كان بيتنا من النوع العادى فى هذا الوقت ... صحيح أن أبى كان ومازال يصلى دائما وأمى كذلك وكانت أكثر التزاما وتحب الاستماع للقرآن ولكن للأسف لم يكن الدين شيئا اساسيا فى حياتنا .... فان ابى لم يقل لى صلى ولو مرة واحدة وامى كانت تنصح بطريقة عامة .... ويكون العقاب عند عدم المذاكرة وليس لترك الصلاة مثلا.

وكنت شبلا مع الاخوان انا واخوتى وكان عمرى وقتها 4 أو 5 سنوات على الأكثر ( وطبعا لم أكن أعلم انهم اخوان ) ولكن للأسف تزوج الأخوة وانفضت اللجنة .

وبدأت سنوات الابتعاد عن الدين والانحراف منذ بداية المدرسة الاعدادية حتى ثالثة اعدادى ولكنى وقتها أيضا لم أكن منحرفا بشكل كبير ... فمثلا لم يحدث أن صادقت البنات أو شربت السجائر ولكن كنت مثل معظم الشباب فى هذا الوقت ...

1 – فساد أخلاقى .

2 – وقت فراغ .

3 – ضياع الهدف ..... الخ .

وبدأت أتعقل فى بداية المرحلة الثانوية ثم بدأت الالتزام فى السنة الثانية وكان السبب الرئيسى هو استاذ فى المدرسة أحبه حتى الآن حبا شديدا وكان اخ ( سلفى ) ولكنه كان متفتح العقل منفتح على المجتمع فكنت استغرب كيف يكون شيخا ومطلق لحيته ويضحك معنا كل هذا الوقت فبدأت اتأثر وأنصح اصحابى بالصلاة فى المسجد وقراءة القرآن وهكذا حتى كانت اللجنة .

***

قال لى أحد أصحابى أن أذهب معه لنلعب معا كرة القدم مع ( الناس بتوع المسجد ) ( وأنا كنت متشرد كورة طبعا ) ... المهم ذهبت وتعرفت يومها على ( ن - ا ) وكان اخا تخرج من تجارة منذ سنتين وقتها وكان فى لجنة الثانوى وطلب منى أن أحضر المقرأة .... ثم بعدها تعرف على

( واشتغل معايا دعوة فردية ) وانقذنى من ( شلة السوء ) .

فى البداية لم أكن أعرف انه من الاخوان ، ولكنى عرفت بعد ذلك بقليل... وأنا أرى أن هذا الرجل متميز بشكل رهيب فى عمل الدعوة الفردية ولكن المشكلة أننا أحيانا نطبق ما يقوله الكتاب بالحرف ( يعنى اسبوع تعارف ... يبقى لازم اسبوع .. ولو خلص قبل اسبوع يفضل الأخ مكمل ) .

اننى لا أستطيع بأى حال من الأحوال أن أعدل على ( ن – ا ) فى الدعوة الفردية ولكنى أرى أن من يعمل فى هذا الأمر لابد وأن يراعى أن هناك فروق فردية بين البشر ( والناس مش زى بعضها ) فمن الممكن أن يكون الفرد أخا فى خلال شهرا أو اسبوع أو سنة أو أكثر ... حسب طبيعة واستيعاب كل فرد .

وعلى الأخ أن يحب من يعمل معه ليقربه للدين والدعوة ولكن عليه أولا أن يربطه بالله ويذكره بهذا دائما ولا يزيد من هذا الحب الا أن يكون صادقا فيه وسيظل يحبه بعد أن يكون من الاخوان حتى لا تحدث عنده فجوة عاطفية كبيرة لو أنه غير قوى ايمانيا وفكريا .

وهذا حدث معى بعد أن سلمنى ( ن- ا ) فى الجامعة ... وأنا شخص عاطفى جدا وهو كذلك ...وكاد ذلك أن يحدث جفوة كبيرة لولا فضل الله ثم رعاية اخوانى فى الجامعة . وأدى الى اننى أصبحت لا أحب أى أخ بقدر لا محدود

كما احببته ولأننى أعلم أنى لو فعلت ذلك لصدمت مرة أخرى .

ان محركى الأساسى فى كل شئ أقوم به هو عاطفة بداخلى .. والمتحكم الأساسى فى كل شئ أقوم به هو عقلى وقد يقول الاخوة اذا سئلوا عن ووشو : هو بدون قلب أساسا .... وقليلون من يعرفون انى ذات عاطفة ذاتية داخلية لا تخرج الا حينما اريد ( وهذا فضل من الله لا أكثر ) وسأذكر ذلك بالتفصيل فى قصة الحب الوحيدة فى حياتى كلها فى السنة الثالثة باذن الله .

وكنت أسمع الناس كلها تسب فى الاخوان ويقولون أنهم ارهابيون فكان هذا يقلقنى كثيرا ولكنى كنت أحكم بعينى وما آراه منهم حتى انتهى الأمر وهدانى الله الى التفكير السليم وكانت رأسى متحجرة جدا تأثرا بالفكر السلفى ولكن ضبط الميزان سماعى للدعاة بشكل عام وقتها ( عمرو خالد .. عمر عبد الكافى .. محمد حسان ) حتى انتهت السنة الأخيرة من الثانوية العامة ( الحمد لله ) .

***

السبت، 23 مايو 2009

الفصل الأول



تجارة 2005 - 2006

قد يستعجب القارئ وهو يقرأ المقدمة ويقول لنفسه ماذا سيكتب هذا الطالب ؟؟ ... وما الذى يستدعى كل هذا لمجرد كتابة احداث 4 سنوات فى الجامعة ، ولكنى أقول له : لقد سطر طلاب الاخوان المسلمين أروع البطولات الاسلامية فى هذا الوقت والمكان ... نعم.. اقولها وأكررها : البطولات ... وأعنى بالبطولة هنا كل ما هو بذل وتضحية فى سبيل الله .

قد يراها البعض من صغائر الأمور وانها لا تحدث شيئا فى المجتمع ولكن الواقع الذى يجيب عليهم ... فأنا أذكر أن مدرج حاتم ( وهو أحب الناس الى قلبى على الاطلاق ) كان ممتلئ بالفتيات غير المحجبات وهو فى سنة أولى .... وفى عام تخرجه بعد اربع اعوام كان المدرج كله يكاد يكون كله محجبات ( كنت انا فى اولى وهو فى رابعة ) وأنا أعلم مدى اجتهاد هذا الرجل فى الجامعة ... فلو ذكرنا هذا من التغير الذى أحدثه طلاب الاخوان فى المجتمع لوجدنا دور الطلاب يؤثر بشكل رهيب على التغييرات التى تطرأ على المجتمع ككل لأن الشباب هم الشريحة الأكبر فى المجتمع ولأن الشباب المتعلم ( داخل اسوار الجامعة ) له أكبر دور فى التأثير على باقى عناصر المجتمع اثناء دراسته وبعد تخرجه .

وفى نفس الوقت هناك اخوة تركت مدرجاتها والعمل فى الجامعة نهائيا فهو لم يفز بهذا الأجر الكبير ولم يحدث التغيير المطلوب منه فى اقامة هذا الدين وللأسف لن تتكر له الفرصة ... ثم ان العمل الجماعى المنظم للطلاب لهو معجزة فى حد ذاته ... أن تجد الشباب – بنفس الاعمار – ينضبطون ويتحكمون فى مشاعرهم ليطلقوا كل قوتهم فى العمل المنظم لدين الله عز وجل ( وهو اصعب واشق على النفس بكثير من العمل الفردى او الغير منظم وخصوصا فى مرحلة الشباب والفتوة )

ولكن قبل أن أبدأ بالأحداث أقول : ان هذه الأحداث من وجهه نظرى ومن تحليلى الشخصى لها فقد يكون التحليل صائب او غير ذلك . مع انى اخذت الجانب الشخصى فى السرد لتوضيح التأثير على الشخصية قبل دخول الجامعة وبعدها .

الجمعة، 22 مايو 2009

مـقـدمة




مذكرات اخوانى فى صعيد الجامعة الجوانى


جامعة القاهرة كلية تجارة


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ونبى الله ( محمد بن عبد الله ) ... اللهم ارزقنا الاخلاص فى القول والعمل والسر والعلن .. أما بعد

فبعد تفكير طويل اتخذت قرارا بكتابة هذه المذكرات أو الأحداث وربما طال تفكيرى لأنى ربما كنت أبحث عن الهدف من الكتابة أو لأننى لست من النوع الذى يحب الكتابة كثيرا لدرجة أن أكتب هذه الأحداث – رغم حبى الشديد للقراءة وخصوصا القصص والروايات البوليسية – ولكنى أحمد الله الذى هدانى لهذا الأمر فى النهاية ولأننى وجدت أهدافا من كتابة هذه الأحداث .. فقلت لنفسى : لا تجعل هذه الأحداث تضيع وتندثر فأخذت ذلك القرار بالكتابة داعيا ربى أن يرزقنى التوفيق فيه وأن ينتفع به – حتى ولو كنت الوحيد الذى سينتفع من هذا العمل – (اللهم آمين ) .

وبداية أحب أن أذكركم باأهداف الكتابة :

1- التذكرة ... سواء لى أو لأخوانى .

2- الاستفادة من الماضى والأخطاء ... لنبدأ من حيث انتهى الأخرون وليس من حيث ابتدأ الاخرون

3- عدم ضياع بعض الأحداث التى سأذكرها .. سواء من ذاكرتى أو من ذاكرة اخوانى

فيا من ستقرأ... اذا وصلت الى هنا وقرآت الأهداف وأدركت أنها لن تفيدك فاتركها حتى لا ضيع وقتك فيما لن تستفيد منه .... وان كان العكس فأكمل .

ولقد قررت تقسيم هذه المذكرات الى أربع فصول كما هو عمر الكلية ( 4 سنوات ) .... كل فصل يحكى سنة وبالتأكيد سنبدأ بالفصل الأول .