الاثنين، 26 أكتوبر 2009

الاستقبال

بعد إنتهاء المعسكر مباشرة جلست مجموعة العمل لتحدد من من أفراد دفعتنا سيكون فى لجنة الإستقبال ( لبداية الترم الثانى ) ... والمفترض أن يتم إختيار أقوى أفراد الدفعة - طبقا لتقييم مجموعة العمل - للعمل تحت ضغط شديد ولقيادة باقى أفراد الدفعة .

وللمرة الثانية وكما أخبرنى ( بركات ) عندما جاء وقت مناقشة اسمى قال الأخوة : ( بلاش ووشو ينزل لجنة الإستقبال ...لسة بدرى عليه مش هيستحمل الضغط ده )

فقال لهم ( زارع ) - مسئول مجموعة العمل - : جزاكم الله خيرا ...ووشو هينزل لجنة الإستقبال ... وإنى لأعلم الآن أن هذا كان خيرا لى ولكنى لا أعلم كيف حدث هذا ولو كنت فى هذا المجلس لرفضت ذلك بشدة ... أو ربما لم يهتم الأخوة كثيرا بالأمر وتناقشوا فى الإسم التالى مباشرة .

***

وفى الاسبوع الثانى من اجازة نصف العام وأثناء جلسات التجهيز الضخم للاستقبال بدأت أتحمس بشدة وراقنى جو العمل ... وكان مسئول الاستقبال من مجموعة العمل ( عدلى ) وهو أخ مرح جدا أحببته للغاية .

وبدأت أتعلم فنون الدعوة على أيدى عمالقة الكلية هؤلاء .. وزادت حماستى وحبى للعمل الدعوى .. واذكر فى الاستقبال موقف حقيقى -غير مفتعل - تعلمنا منه الكثير وقتها ..

كانت لجنة الاستبقال هذه تجلس باستمرار لتقييم الاستقبال .. وفى مجلس معين تأخر ( ا . يوسف ) أو ذهب ليفعل شيئا دون استئذان وجاء متأخرا فقال له ( عدلى ) : اذهب ولا تجلس معنا .
ثم امرنا بقتح المصحف على سورة النور الآيه رقم ( 62 ) وقال : ( كل الأخوة تحفظ الآيه دى فى دقيقتين ) ثم ناقشناها وتأثرنا بالموقف فعلا وتعلمنا منه الاستئذان .

***

وقد كانت الكلية فى هذا الوقت صرحا كبيرا وكانت هناك لجان متعددة وأخوة كثيرة وأعمال لا حصر لها ... وكنا نفعل أى شئ نريده فى الكلية بفضل الله وحده ... بل كنا نخرج بمظاهرة كاملة مكونة من أفراد الكلية فحسب .. بل والله صدقا ..كنت اذا أتيت إلى الكلية ظهرا أقضى ما يقرب من الساعة أصافح الأخوة وألقى عليهم السلام .

ومع كل هذا إلا أننى كنت أشعر ان هناك شئ غامض لا أفهمه وكنت أسمع كلمات ومسميات تنظيمية لا أدرى عنها شيئا كالأسرة والكتيبة - رغم إن انا كنت بقعد اسرة - ولكن كنت لا أعرف اسمها .

***

وفى أحد الأيام كنا فى الطريق لحضور اللقاء التربوى الاسبوعى وفى منتصف الطريق انطلق آذان العصر ... فأصر مسئولى ( هـ . فرج ) على أننا سنصلى عندما نصل وليس الآن ... وضايقنى هذا بشدة ( وكان لسة عندى آثار السلفية ) .. ولكنى ذهبت وبعدها قابلت ( جادو ) وهو اخ عقلانى جدا عمل مع ( ن . أ ) فى لجنة الثانوى وكنت أحب أن اتناقش معه فى كل شئ وقلت له : ( بصراحة كده انتو ناس كويسين أوى ... بس أنا خلاص ده كده أخرى معاكم ) .
وأخبرته بما حدث وشرح لى الأمر بهدوء ولكنى أصررت على موقفى فترك لى حرية إتخاذ القرار .

وجلست افكر بعدها مع نفسى فى كلامه جيدا وهدانى الله إليه ( الحمد لله ) ولم يقطع هذا التردد فى علاقتى بالإخوان إلا أمرا واحدا ... وهو أن بدأت أتعرف على حاتم فى هذا الوقت .

***

السبت، 17 أكتوبر 2009

لماذا ؟؟؟

أحمد الله عز وجل لأنى لم أحضر هذا الموقف فى تلك الفترة المتقلبة لأنى كنت سأترك الاخوان لو رأيته بالتأكيد ... بل إنى ما زلت أكرهه بشدة أيضا وسيأتى ذكر ذلك فى تفصيلات قادمة ... ولكن فى تحليلى للموقف أشعر أنه حرام شرعا وله أضرار كثيرة وكبيرة للأسباب الآتية :

أولا : أنا أعشق الفن والتمثيل .. والجميع يعلم أننى ممثل ... ولكنى أمثل والناس تعلم أننى أفعل ... فأنا لا أكذب عليهم مطلقا .

ثانيا : عندما افتعل الاخوة الموقف الأمنى من قبل ... ترك أحد الناس الاخوان لما رآه ... بل وترك الالتزام كله وهذا حدث حقيقى .

ثالثا : ما الهدف من هذا الفعل ؟؟؟ ... يقولون : انه اختبار للثبات والثقة ... ووالله لا أعلم كيف هذا ؟؟ ودعونا نفكر ... فى الموقف الأمنى حدث ضرر كبير من قبل كما ذكرنا وهو بالتأكيد كان أمرا محتملا ... ثم ان الثبات أمر من عند الله عز وجل ولا تتم معرفته من مواقف مفتعلة ... وهل اذا فعلنا هذا سنعرف من سيثبت فى الموقف الحقيقى ! كلا والله .. لأنه أمر من عند الله ... بل ربما ترى فى الموقف الحقيقى عكس ما ترى فى المفتعل تماما .

رابعا : فى موقف الثقة ... ما الذى يجب أن يفعله الأخوة وهم يشاهدون الموقف كأنه حقيقة تحدث ... بل كيف تطلب منهم الثقة بعدها ! ... كيف يثق فى رجل كذب عليه فى أمر هام وموقف عصيب كهذا ومن أدراه أنه لن يكرره ؟... بل إن الأخ سيسئل نفسه ألف مرة فى كل أمر آخر يحدث ... أهو موقف أم حقيقة ؟؟ ( بيشتغلنى ولا ده بجد ؟؟) .

فإنى أرى أن هذا يهدم مبدأ الثقة تماما والتى تعتمد على الصدق الكامل وتبنى فى مدة كبيرة .

خامسا : إن قدوتنا هو النبى (ص) ( المربى الأعظم لأعظم جيل ) ... وعلى حد علمى الضعيف بالسيرة لم يفعل النبى (ص) أمرا مفتعلا كهذا ليربى الصحابة وهو الذى كان يعلم الغيب ... أى أنه قد يعلم أشياء ستحدث لا محالة فى المسقبل وربما كان على الصحابة أن يستعدوا لها أو يتدربوا عليها ... أو أن النبى (ص) يريد أن يعرف من الذى سيثبت ... أو من سيكون أشجع الناس .

وذلك ... لأنه الصادق الأمين .. ولا ينطق أو يفعل الا صدقا .. فكانت ثقة الصحابة - بل والكافرين أيضا - فى كلامه وعمله مطلقة بلا ريبة أو حتى تردد ... وكان ثباتهم يرى فى المواقف الحقيقية ... لا المفتعلة ... بل إن حتى التمحيص بين المؤمن والمنافق يحدث فى المواقف الحقيقية والتى يتعلم منها الناس حقا ... فكان النبى (ص) يربى جيدا وعند الشدائد يثبت الرجال .

سادسا : ولكى لا يقول أحد أنى أطرح المشاكل وفقط .. فأنا أرى أن الحل فى دراسة المواقف الحقيقية والتربية السليمة ... وربما التمثيل ولكن مع علم الناس به ( كالمسرحيات والأفلام ) .
وأيضا المتابعة فى المواقف الحقيقية التى تحدث على أرض الواقع ... وكما حدث مع مجلس دفعتنا فى تجربة رهيبة سيأتى ذكرها بالتفصيل ان شاء الله .

***

وإنى والله لأكره أن أرى هذا الأمر يحدث بيننا ثانية وبعد أن سألت فيه علماء وقيادات فأنكروه .

وكما قلت .. كنت سأترك الإخوان لأننى لم أكن قد فهمت شمول المنهج بعد ... ولأن هذا أمر تأنف منه النفس البشرية عامة .

الجمعة، 2 أكتوبر 2009

الموقف التربوى

فجأة ...

قام ( أ . زيدان ) - وهو أخ بالفرقة الرابعة وقتها وهو من أحب الاخوة لى و لمعظم دفعتنا - بعمل خاطئ أمام الناس ... أى أنه لم يطع ( ح . زارع ) - مسئول مجموعة العمل والمعسكر - فى أمر ما أو خالف نظام المعسكر .

فقال له ( زارع ) معاقبا : اذهب فاستحم بالماء البارد .

وقد كنا فى منتصف الشتاء ونرتعد من البرد ... والماء كالثلج ..

فقال له ( زيدان ) : لا لن أفعل ذلك الأمر ... فأصر ( زارع ) على أمره حتى علا صوتهما أمام الجميع وتشاجرا ... وانقسم الأخوة لقسمين .. الأول يبعد ( زارع ) ويهدأ من أمره والاخر يفعل المثل مع ( زيدان ) ثم اجتمعوا سويا فى غرفة اخرى وخرجوا وقال ( زيدان ) ل ( زارع ) أمام الاخوة : لقد عزلناك وأصبحت أنا مسئول المعسكر حتى نعود ... ثم تشاجرا مرة أخرى ... وكل هذا امام أفراد الدفعة .

وبالطبع كانت أحوال أفراد الدفعة يرثى لها ... فمنهم من بكى بشدة وهو صامت لا يصدق أن هذا يحدث أمام عينيه من أساتذته ومعلميه .. ومنهم من أصابه الذهول الشديد .. ومنهم من تدخل محاولا منع الشجار على قدر طاقته وهكذا .

ثم دخل ( زارع ) وقال : ( الفقرة دى اتصورت ... تحبوا نذيع ؟؟؟ ) .

وسأترك لكم تخيل وقع هذا على اخوة دفعتنا ... وكان هذا اختبارا فى الثقة .. ثم جلسوا لتحليل الموقف وأخذ العبر والدروس منه وافتراضه على أرض الواقع .

***

وللموقف التربوى شكل آخر وحدث بالفعل فى كليتنا قبل دخولى وفى معسكر آخر وهو الموقف الأمنى .. بمعنى اخبار الناس فجأة أن الأمن قادم ليروا ردود أفعالهم ومدى ثباتهم .

وهذا هو الموقف التربوى الذى أحمد الله أنى لم أحضره .. خاصة فى ذلك الوقت لأننى كنت سأترك الاخوان قطعا لو كنت رأيت ذلك ..

لماذا ؟؟؟ .

***