الاثنين، 25 مايو 2009

قصة الالتزام




لقد نشأت فى بداية حياتى فى اسرة طيبة متوسطة الحال بها مشاكل ليل نهارلدرجة انى أحمد الله على انه لم يخرج من هذه الأسرة مرضى نفسيين .

وكانت هذه المشاكل تؤثر على أنا واخواى الاثنان بشكل كبير جدا ولكن المشكلة كانت فى بعد البيت عن التربية الاسلامية الصحيحة .

فقد كان بيتنا من النوع العادى فى هذا الوقت ... صحيح أن أبى كان ومازال يصلى دائما وأمى كذلك وكانت أكثر التزاما وتحب الاستماع للقرآن ولكن للأسف لم يكن الدين شيئا اساسيا فى حياتنا .... فان ابى لم يقل لى صلى ولو مرة واحدة وامى كانت تنصح بطريقة عامة .... ويكون العقاب عند عدم المذاكرة وليس لترك الصلاة مثلا.

وكنت شبلا مع الاخوان انا واخوتى وكان عمرى وقتها 4 أو 5 سنوات على الأكثر ( وطبعا لم أكن أعلم انهم اخوان ) ولكن للأسف تزوج الأخوة وانفضت اللجنة .

وبدأت سنوات الابتعاد عن الدين والانحراف منذ بداية المدرسة الاعدادية حتى ثالثة اعدادى ولكنى وقتها أيضا لم أكن منحرفا بشكل كبير ... فمثلا لم يحدث أن صادقت البنات أو شربت السجائر ولكن كنت مثل معظم الشباب فى هذا الوقت ...

1 – فساد أخلاقى .

2 – وقت فراغ .

3 – ضياع الهدف ..... الخ .

وبدأت أتعقل فى بداية المرحلة الثانوية ثم بدأت الالتزام فى السنة الثانية وكان السبب الرئيسى هو استاذ فى المدرسة أحبه حتى الآن حبا شديدا وكان اخ ( سلفى ) ولكنه كان متفتح العقل منفتح على المجتمع فكنت استغرب كيف يكون شيخا ومطلق لحيته ويضحك معنا كل هذا الوقت فبدأت اتأثر وأنصح اصحابى بالصلاة فى المسجد وقراءة القرآن وهكذا حتى كانت اللجنة .

***

قال لى أحد أصحابى أن أذهب معه لنلعب معا كرة القدم مع ( الناس بتوع المسجد ) ( وأنا كنت متشرد كورة طبعا ) ... المهم ذهبت وتعرفت يومها على ( ن - ا ) وكان اخا تخرج من تجارة منذ سنتين وقتها وكان فى لجنة الثانوى وطلب منى أن أحضر المقرأة .... ثم بعدها تعرف على

( واشتغل معايا دعوة فردية ) وانقذنى من ( شلة السوء ) .

فى البداية لم أكن أعرف انه من الاخوان ، ولكنى عرفت بعد ذلك بقليل... وأنا أرى أن هذا الرجل متميز بشكل رهيب فى عمل الدعوة الفردية ولكن المشكلة أننا أحيانا نطبق ما يقوله الكتاب بالحرف ( يعنى اسبوع تعارف ... يبقى لازم اسبوع .. ولو خلص قبل اسبوع يفضل الأخ مكمل ) .

اننى لا أستطيع بأى حال من الأحوال أن أعدل على ( ن – ا ) فى الدعوة الفردية ولكنى أرى أن من يعمل فى هذا الأمر لابد وأن يراعى أن هناك فروق فردية بين البشر ( والناس مش زى بعضها ) فمن الممكن أن يكون الفرد أخا فى خلال شهرا أو اسبوع أو سنة أو أكثر ... حسب طبيعة واستيعاب كل فرد .

وعلى الأخ أن يحب من يعمل معه ليقربه للدين والدعوة ولكن عليه أولا أن يربطه بالله ويذكره بهذا دائما ولا يزيد من هذا الحب الا أن يكون صادقا فيه وسيظل يحبه بعد أن يكون من الاخوان حتى لا تحدث عنده فجوة عاطفية كبيرة لو أنه غير قوى ايمانيا وفكريا .

وهذا حدث معى بعد أن سلمنى ( ن- ا ) فى الجامعة ... وأنا شخص عاطفى جدا وهو كذلك ...وكاد ذلك أن يحدث جفوة كبيرة لولا فضل الله ثم رعاية اخوانى فى الجامعة . وأدى الى اننى أصبحت لا أحب أى أخ بقدر لا محدود

كما احببته ولأننى أعلم أنى لو فعلت ذلك لصدمت مرة أخرى .

ان محركى الأساسى فى كل شئ أقوم به هو عاطفة بداخلى .. والمتحكم الأساسى فى كل شئ أقوم به هو عقلى وقد يقول الاخوة اذا سئلوا عن ووشو : هو بدون قلب أساسا .... وقليلون من يعرفون انى ذات عاطفة ذاتية داخلية لا تخرج الا حينما اريد ( وهذا فضل من الله لا أكثر ) وسأذكر ذلك بالتفصيل فى قصة الحب الوحيدة فى حياتى كلها فى السنة الثالثة باذن الله .

وكنت أسمع الناس كلها تسب فى الاخوان ويقولون أنهم ارهابيون فكان هذا يقلقنى كثيرا ولكنى كنت أحكم بعينى وما آراه منهم حتى انتهى الأمر وهدانى الله الى التفكير السليم وكانت رأسى متحجرة جدا تأثرا بالفكر السلفى ولكن ضبط الميزان سماعى للدعاة بشكل عام وقتها ( عمرو خالد .. عمر عبد الكافى .. محمد حسان ) حتى انتهت السنة الأخيرة من الثانوية العامة ( الحمد لله ) .

***

السبت، 23 مايو 2009

الفصل الأول



تجارة 2005 - 2006

قد يستعجب القارئ وهو يقرأ المقدمة ويقول لنفسه ماذا سيكتب هذا الطالب ؟؟ ... وما الذى يستدعى كل هذا لمجرد كتابة احداث 4 سنوات فى الجامعة ، ولكنى أقول له : لقد سطر طلاب الاخوان المسلمين أروع البطولات الاسلامية فى هذا الوقت والمكان ... نعم.. اقولها وأكررها : البطولات ... وأعنى بالبطولة هنا كل ما هو بذل وتضحية فى سبيل الله .

قد يراها البعض من صغائر الأمور وانها لا تحدث شيئا فى المجتمع ولكن الواقع الذى يجيب عليهم ... فأنا أذكر أن مدرج حاتم ( وهو أحب الناس الى قلبى على الاطلاق ) كان ممتلئ بالفتيات غير المحجبات وهو فى سنة أولى .... وفى عام تخرجه بعد اربع اعوام كان المدرج كله يكاد يكون كله محجبات ( كنت انا فى اولى وهو فى رابعة ) وأنا أعلم مدى اجتهاد هذا الرجل فى الجامعة ... فلو ذكرنا هذا من التغير الذى أحدثه طلاب الاخوان فى المجتمع لوجدنا دور الطلاب يؤثر بشكل رهيب على التغييرات التى تطرأ على المجتمع ككل لأن الشباب هم الشريحة الأكبر فى المجتمع ولأن الشباب المتعلم ( داخل اسوار الجامعة ) له أكبر دور فى التأثير على باقى عناصر المجتمع اثناء دراسته وبعد تخرجه .

وفى نفس الوقت هناك اخوة تركت مدرجاتها والعمل فى الجامعة نهائيا فهو لم يفز بهذا الأجر الكبير ولم يحدث التغيير المطلوب منه فى اقامة هذا الدين وللأسف لن تتكر له الفرصة ... ثم ان العمل الجماعى المنظم للطلاب لهو معجزة فى حد ذاته ... أن تجد الشباب – بنفس الاعمار – ينضبطون ويتحكمون فى مشاعرهم ليطلقوا كل قوتهم فى العمل المنظم لدين الله عز وجل ( وهو اصعب واشق على النفس بكثير من العمل الفردى او الغير منظم وخصوصا فى مرحلة الشباب والفتوة )

ولكن قبل أن أبدأ بالأحداث أقول : ان هذه الأحداث من وجهه نظرى ومن تحليلى الشخصى لها فقد يكون التحليل صائب او غير ذلك . مع انى اخذت الجانب الشخصى فى السرد لتوضيح التأثير على الشخصية قبل دخول الجامعة وبعدها .

الجمعة، 22 مايو 2009

مـقـدمة




مذكرات اخوانى فى صعيد الجامعة الجوانى


جامعة القاهرة كلية تجارة


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ونبى الله ( محمد بن عبد الله ) ... اللهم ارزقنا الاخلاص فى القول والعمل والسر والعلن .. أما بعد

فبعد تفكير طويل اتخذت قرارا بكتابة هذه المذكرات أو الأحداث وربما طال تفكيرى لأنى ربما كنت أبحث عن الهدف من الكتابة أو لأننى لست من النوع الذى يحب الكتابة كثيرا لدرجة أن أكتب هذه الأحداث – رغم حبى الشديد للقراءة وخصوصا القصص والروايات البوليسية – ولكنى أحمد الله الذى هدانى لهذا الأمر فى النهاية ولأننى وجدت أهدافا من كتابة هذه الأحداث .. فقلت لنفسى : لا تجعل هذه الأحداث تضيع وتندثر فأخذت ذلك القرار بالكتابة داعيا ربى أن يرزقنى التوفيق فيه وأن ينتفع به – حتى ولو كنت الوحيد الذى سينتفع من هذا العمل – (اللهم آمين ) .

وبداية أحب أن أذكركم باأهداف الكتابة :

1- التذكرة ... سواء لى أو لأخوانى .

2- الاستفادة من الماضى والأخطاء ... لنبدأ من حيث انتهى الأخرون وليس من حيث ابتدأ الاخرون

3- عدم ضياع بعض الأحداث التى سأذكرها .. سواء من ذاكرتى أو من ذاكرة اخوانى

فيا من ستقرأ... اذا وصلت الى هنا وقرآت الأهداف وأدركت أنها لن تفيدك فاتركها حتى لا ضيع وقتك فيما لن تستفيد منه .... وان كان العكس فأكمل .

ولقد قررت تقسيم هذه المذكرات الى أربع فصول كما هو عمر الكلية ( 4 سنوات ) .... كل فصل يحكى سنة وبالتأكيد سنبدأ بالفصل الأول .