الأحد، 27 سبتمبر 2009

الترم الثانى

وهذه هى نهاية الترم الأول وبالتأكيد قد حدث أحداث اخرى ولكن نظرا لعدم تواجدى بشكل مكثف بالجامعة ولأنه كان بداية العلاقات بالأخوة فسأكتفى بهذا القدر.

***

كانت بداية أحداث الترم الثانى فى معسكر دفعتنا .... وأخبرنى ( ع . بركات ) ( وهو كان فى سنة تانية وقتها وفى مجموعة العمل ) بكيفية ذهابى هذا المعسكر وهو موقف من طرائف المواقف الدعوية التى لا أجد تفسيرا لها .

فعندما جلست مجموعة العمل لتحدد من سيذهب من اخوة أولى للمعسكر ( وهذا أمر تحكمه الشورى بينهم ) وذكروا اسمى ... كان رأى معظم الأخوة الا أذهب لأنى لم أعمل معهم بشكل قوى بعد ...

فقال لهم ( ح زارع ) - مسؤل مجموعة العمل وقتها - : جزاكم الله خيرا ... ووشو جاى المعسكر ان شاء الله

وانى أعلم الآن أن هذا كان خيرا لى بالتأكيد ... ولكنى لو كنت فى هذا المجلس لرفضت ذلك بشدة ... بل انى أتعجب ! كيف حدث هذا بيننا؟؟

أو ربما لم يعترض الأخوة بشدة ولم يرفض أحد هذا القرار رغم ان ( زارع ) أخ طيب جدا .

وأخبرنى ( بركات ) بهذه القصة وأنا فى السنة الثالثة وقد كنت .............. ( خليها وقتها )

***

أبلغنى مسئولى ( هـ . فرج ) بالمعسكر وذهبت على مضض لعدم معرفتى الجيدة بمجموعة العمل واخوة دفعتى وفى العادة أأخذ الكثير من الوقت فى التعرف وذوبان الحواجز .

وهنا بدأ عقلى فى الاتزان وبدأت المشاكل فى نفس الوقت.

كنت سعيدا جدا ونحن نتخفى لأقصى درجة ولا نتكلم فى الهواتف أبدا ... وسرنا فى مناطق زراعية بعيدة تحت ستر اليل حتى مكان المعسكر... وراقنى هذا الجو بشدة رغم شدته لأنى كنت ازداد ثقة فى أن هذا طريق صحيح وهذا هو فعل النبى (ص) فى دار الأرقم والصحابة ... وحتى وصلنا وبدأ المعسكر وأعجبنى محاضراته وجو أخوته رغم صعوبة العيش فى المكان حتى بداية المشكلة .

***

كان تدريب الووشو عندى أولوية قصوى عن أى شئ .. وقد بدأت تدريب قبل دخولى الاخوان أو قبل أن أبدأ العمل مع الاخوان سواء فى الحى أو فى الجامعة ... وقد كانت ظروف بيتى غير مهيأة تماما بما فيها من مشاكل بين الوالدين وكونى الوحيد الذى يرعى أمى بين أخوتى ... وسؤالهم المتكرر لماذا كل هذا الوقت خارج المنزل ؟؟ وهكذا...

فأخبرت الأخوة أننى يجب أن أذهب الى البيت وأعود للمعسكر ووافقوا على مضض بعد محاولات كثيرة لاقناعى بالبقاء... وعندما عدت وعلم ( ن . أ ) غضب بشدة عندما عرف أننى رجعت للتدريب .

وكان الأخوة لا يتوقعون أنى سأعود فى اليوم التالى ولكنى ذهبت بعد الفجر مباشرة وكان يستحيل أن أخلف وعدى ...
وقال لى ( هـ . فرج) - فى أخر السنة - أن هذه نقطة جيدة حسبت لى أثناء تقييمى .

ثم انصرفت فى آخر اليوم مرة أخرى لظروف البيت ... وكان هذا من فضل الله على لأنه بعد انصرافى كان الموقف التربوى الذى كنت ساترك الاخوان لو رأيته وقتها بالتأكيد .

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

حاتم ...والاتحاد الحر



كانت سنة اولى هى أول سنة يتم فيها تنفيذ فكرة الاتحاد الحر...

والاتحاد الحر لمن لا يعلم هو عبارة عن انتخابات لاتحاد الطلاب على كل المستويات فى الجامعة نظمه طلاب الاخوان امام كل الناس وذلك للتصدى لمحاولات التزوير المتكررة من الأمن والادارة .

وكان حاتم وقتها فى السنة الرابعة له فى الجامعة وفى أوج نشاطه وحركته وقوته .... وكان عمله الأساسى فى لجنة العمل العام بالكلية ( طبعا هو كان بيعمل كل حاجة فى الكلية والجامعة ) .... وكان مسئول العمل العام وقتها ( أ . عدلى ) .

وكانت الفكرة جديدة تماما والأخوة فى منتهى الحماس ... وكذلك الأمن .

ويوم الانتخابات كان انتشار القوات الأمنية رهيب وكان المخبرين متواجدين على كل أبواب الجامعة ... وفجأة ..

تذكر الأخوة أن ورق الانتخابات لم يتم تصويره بعد ... فذهب ( عدلى ) الى ( حاتم ) وقال له : روح صور الورق ده وقطعه .

وطبعا حاتم كان معروف جدا لكل المخبرين وظباط أمن الدولة .

انطلق ( حاتم ) على الفور وصور الورق وقطعه بالكمية المطلوبة تماما واستعد للعودة والدخول على الرغم من انتشار المخبرين فى كل مكان .....وفجأة ..

رآه اثنان من المخبرين وانطلقوا وراءه ... فجرى ( حاتم ) بسرعة وهو يحمل الورق يحاول بلوغ الباب ... ولكن للأسف انزلقت قدماه فجأة على اسفلت الطريق وكادت سيارة مسرعة ( تاكسى ) أن تدهسه لولا فضل الله ... ( وهى تقريبا وقفت على كتفه ) .

وانقض عليه المخبران وقد وقع وسالت الدماء من ركتبه وكان هذا فى منتصف اليوم ( الظهر ) ... ثم ذهبوا به الى نقطة أمنية عند الباب الرئيسى للجامعة وقد أخذوا بطاقته واوراقه الشخصية وورق الاتحاد الحر .... ثم اتصلوا بظابط أمن الدولة وأخبروه بما حدث .

قال الظابط : هو اسمه ايه ؟؟

قاله : اسمه حاتم ....... .

صرخ قائلا : اديله بطاقته وخليه يتهبب يمشى . ( طبعا عشان هو عارف حاتم وزهق منه )

وحاول معهم حاتم قبل أن يخرج أن يأ خذ الورق ولكنهم رفضوا.

ثم سار حاتم عائدا تحت أشعة الشمس الحارقة وساقه تنزف ولا يكاد يستطيع المشى من آثار السقوط والجرح والضرب

ورجع وأخبر ( عدلى ) بما حدث فقال له : الحمد لله أن الورق لم يكن مكتوبا عليه طلاب الاخوان والا كنت ستقع فى مشكلة كبيرة

واهم شئ انك رجعت بالسلامة.

وقعد حاتم ليضمد جرحه ويستريح وذهب ( عدلى ) يبحث عن شخص آخر ليقوم بالمهمة ..... فجاء الى مسئولى ( هشام ) واخبره بما سيفعل وانطلق ( هشام ) بالفعل يحاول التنفيذ .

ولكنه بمجرد أن وصل عند الباب رجع الى ( عدلى ) ثانية وقال : الدنيا بره يا ( عدلى ) مليانة مخبرين على الآخر ومفيش خرم ابره .

فماذا فعل ( عدلى ) ؟؟؟

( استخلصوا العبر من هذا الموقف )

عاد (عدلى ) الى ( حاتم ) وقال : حاتم مفيش حد غيرك هيقدر يعمل القصة دى .

(تخيلوا منظر حاتم وهو تعبان ومتعور و. و...)

قال له ( حاتم ) : يا عدلى انا تعبان مش قادر والمشكلة ان كل المخبرين بره عارفنى انا بالذات وخصوصا بعد اللى حصل.

قال له : معلش بقى .... بجد مفيش حد تانى .

وانطلق حاتم مرة آخرى لا يبالى بما فيه ... وخرج وصور الورق وقطعه وفكر فى مشكلة العوده والوصول به الى الباب .

وتخيلوا ما فعل ....

الورق كان عبارة عن مربعات صغيرة حوالى 10 سم ولكنه قطع فى المطبعة فصارت أطرافه حاده للغاية...

ولأن الكمية كبيرة وهو لا يستطيع ان يسير بها دون أن يراه أحد ... فوضع اكياس الورق داخل سترته وأغلقها باحكام ... وتبقى اثنان وضعهم داخل البنطلون .

وسار ( بشكل مضحك جدا طبعا ) حتى بلغ باب تجارة وأخرج من جيبه بطاقة الدخول بسرعة ودخل بفضل الله..

ثم انطلق يجرى الى حيث الاخوة بسرعة وسلم ( عدلى ) الورق وقد وجد جسمه قد تشرح من حدة الورق خصوصا ساقيه.

وهذا والله هو موقف يكاد يكون بسيط من تضحيات ( حاتم ) الذى سأقف مع مواقفه طويلا باذن الله تعالى .



الاثنين، 14 سبتمبر 2009

شكل سنة أولى



وقد كانت سنة اولى سنة غير عادية فى الجامعة سنة غير عادية على الاطلاق فى تاريخ الجامعة ( ولاحظوا معى مستويات ومظاهر القوة على مر الأربع سنوات ).



فكان فى بداية العام مظاهرة قوية على مستوى الجامعة كلها للنزول لأول مرة باسم الاخوان المسلمين ( كان قبله التيار الاسلامى ) وانطلقت الحناجر لتهتف لأول مرة باسم الاخوان المسلمين علنا فى كل أرجاء الجامعة وكان هذا تقريبا أول عمل ضخم منظم قوى آراه مع الاخوان .... وامتلئت نفسى بالنشاط والحيوية والحماسة .


***

ثم كان اليوم التاريخى ، يوم مظاهرة جامعات مصر كلها وكان عدد الاخوان بالجامعة عدد مهول لا يعد ولا يحصى بفضل الله عز وجل ... وأهم ما فى الأمر أن كلهم منظمين ولهم هدف واحد وفهم مشترك .... والذى نفسى بيده ان هذا المشهد لأتمنى أن آراه كل يوم فى المسلمين يبين اتحادهم ويظهر قوتهم ويوضح رؤيتهم ويرهب عدوهم .



ولو أن أى مسلم مخلص نظر الى وضع الاسلام الآن لوجد أن اتحاد المسلمين على الفهم الصحيح والعمل السليم هو أسرع الطرق و الحلول للوصول للخلافة الاسلامية وتحرير فلسطين وباقى آراضى المسلمين ولوجد ذلك فى الاخوان المسلمين حقا .



ولو أن أغلبية الناس فهموا دينهم كما يفهمه الاخوان وعملوا له كما يعمل الاخوان لتغير وضع أمتنا تماما ولعادت الينا عزتنا وكرامتنا .


فكانهذا العام مختلفا كثيرا عن غيره لما تميز به من اعمال عامة ضخمة وانفراجة ديمقراطية بعض الشئ ( هى مش ديمقراطية اوى يعنى بصراحة ) فى انتخابات 2005 وبالتالى كان العمل الطلابى فى أوج نشاطه ( حسبما رأيت ) لدرجة أننى أذكر اننا كنا فى معظم الأيام نخرج فى أكثر من مظاهرة فى أكثر من مكان فى اليوم الواحد .



وكانت فكرة الدعوة الى الله فى عمل جماعى منظم قد تبلورت فى ذهنى الى حد كبير ولم تكن قد استقرت تماما حتى انتهاء الترم الأول ..... ولكن قبل الدخول فى الترم التانى لابد من ذكر اخر حدث هام فيه وهو موقف حاتم فى الاتحاد الحر .