كانت بداية أحداث الترم الثانى فى معسكر دفعتنا .... وأخبرنى ( ع . بركات ) ( وهو كان فى سنة تانية وقتها وفى مجموعة العمل ) بكيفية ذهابى هذا المعسكر وهو موقف من طرائف المواقف الدعوية التى لا أجد تفسيرا لها .
فعندما جلست مجموعة العمل لتحدد من سيذهب من اخوة أولى للمعسكر ( وهذا أمر تحكمه الشورى بينهم ) وذكروا اسمى ... كان رأى معظم الأخوة الا أذهب لأنى لم أعمل معهم بشكل قوى بعد ...
فقال لهم ( ح زارع ) - مسؤل مجموعة العمل وقتها - : جزاكم الله خيرا ... ووشو جاى المعسكر ان شاء الله
وانى أعلم الآن أن هذا كان خيرا لى بالتأكيد ... ولكنى لو كنت فى هذا المجلس لرفضت ذلك بشدة ... بل انى أتعجب ! كيف حدث هذا بيننا؟؟
أو ربما لم يعترض الأخوة بشدة ولم يرفض أحد هذا القرار رغم ان ( زارع ) أخ طيب جدا .
وأخبرنى ( بركات ) بهذه القصة وأنا فى السنة الثالثة وقد كنت .............. ( خليها وقتها )
أبلغنى مسئولى ( هـ . فرج ) بالمعسكر وذهبت على مضض لعدم معرفتى الجيدة بمجموعة العمل واخوة دفعتى وفى العادة أأخذ الكثير من الوقت فى التعرف وذوبان الحواجز .
وهنا بدأ عقلى فى الاتزان وبدأت المشاكل فى نفس الوقت.
كنت سعيدا جدا ونحن نتخفى لأقصى درجة ولا نتكلم فى الهواتف أبدا ... وسرنا فى مناطق زراعية بعيدة تحت ستر اليل حتى مكان المعسكر... وراقنى هذا الجو بشدة رغم شدته لأنى كنت ازداد ثقة فى أن هذا طريق صحيح وهذا هو فعل النبى (ص) فى دار الأرقم والصحابة ... وحتى وصلنا وبدأ المعسكر وأعجبنى محاضراته وجو أخوته رغم صعوبة العيش فى المكان حتى بداية المشكلة .
كان تدريب الووشو عندى أولوية قصوى عن أى شئ .. وقد بدأت تدريب قبل دخولى الاخوان أو قبل أن أبدأ العمل مع الاخوان سواء فى الحى أو فى الجامعة ... وقد كانت ظروف بيتى غير مهيأة تماما بما فيها من مشاكل بين الوالدين وكونى الوحيد الذى يرعى أمى بين أخوتى ... وسؤالهم المتكرر لماذا كل هذا الوقت خارج المنزل ؟؟ وهكذا...
فأخبرت الأخوة أننى يجب أن أذهب الى البيت وأعود للمعسكر ووافقوا على مضض بعد محاولات كثيرة لاقناعى بالبقاء... وعندما عدت وعلم ( ن . أ ) غضب بشدة عندما عرف أننى رجعت للتدريب .
وكان الأخوة لا يتوقعون أنى سأعود فى اليوم التالى ولكنى ذهبت بعد الفجر مباشرة وكان يستحيل أن أخلف وعدى ...
وقال لى ( هـ . فرج) - فى أخر السنة - أن هذه نقطة جيدة حسبت لى أثناء تقييمى .
ثم انصرفت فى آخر اليوم مرة أخرى لظروف البيت ... وكان هذا من فضل الله على لأنه بعد انصرافى كان الموقف التربوى الذى كنت ساترك الاخوان لو رأيته وقتها بالتأكيد .