الجمعة، 2 أكتوبر 2009

الموقف التربوى

فجأة ...

قام ( أ . زيدان ) - وهو أخ بالفرقة الرابعة وقتها وهو من أحب الاخوة لى و لمعظم دفعتنا - بعمل خاطئ أمام الناس ... أى أنه لم يطع ( ح . زارع ) - مسئول مجموعة العمل والمعسكر - فى أمر ما أو خالف نظام المعسكر .

فقال له ( زارع ) معاقبا : اذهب فاستحم بالماء البارد .

وقد كنا فى منتصف الشتاء ونرتعد من البرد ... والماء كالثلج ..

فقال له ( زيدان ) : لا لن أفعل ذلك الأمر ... فأصر ( زارع ) على أمره حتى علا صوتهما أمام الجميع وتشاجرا ... وانقسم الأخوة لقسمين .. الأول يبعد ( زارع ) ويهدأ من أمره والاخر يفعل المثل مع ( زيدان ) ثم اجتمعوا سويا فى غرفة اخرى وخرجوا وقال ( زيدان ) ل ( زارع ) أمام الاخوة : لقد عزلناك وأصبحت أنا مسئول المعسكر حتى نعود ... ثم تشاجرا مرة أخرى ... وكل هذا امام أفراد الدفعة .

وبالطبع كانت أحوال أفراد الدفعة يرثى لها ... فمنهم من بكى بشدة وهو صامت لا يصدق أن هذا يحدث أمام عينيه من أساتذته ومعلميه .. ومنهم من أصابه الذهول الشديد .. ومنهم من تدخل محاولا منع الشجار على قدر طاقته وهكذا .

ثم دخل ( زارع ) وقال : ( الفقرة دى اتصورت ... تحبوا نذيع ؟؟؟ ) .

وسأترك لكم تخيل وقع هذا على اخوة دفعتنا ... وكان هذا اختبارا فى الثقة .. ثم جلسوا لتحليل الموقف وأخذ العبر والدروس منه وافتراضه على أرض الواقع .

***

وللموقف التربوى شكل آخر وحدث بالفعل فى كليتنا قبل دخولى وفى معسكر آخر وهو الموقف الأمنى .. بمعنى اخبار الناس فجأة أن الأمن قادم ليروا ردود أفعالهم ومدى ثباتهم .

وهذا هو الموقف التربوى الذى أحمد الله أنى لم أحضره .. خاصة فى ذلك الوقت لأننى كنت سأترك الاخوان قطعا لو كنت رأيت ذلك ..

لماذا ؟؟؟ .

***

الأحد، 27 سبتمبر 2009

الترم الثانى

وهذه هى نهاية الترم الأول وبالتأكيد قد حدث أحداث اخرى ولكن نظرا لعدم تواجدى بشكل مكثف بالجامعة ولأنه كان بداية العلاقات بالأخوة فسأكتفى بهذا القدر.

***

كانت بداية أحداث الترم الثانى فى معسكر دفعتنا .... وأخبرنى ( ع . بركات ) ( وهو كان فى سنة تانية وقتها وفى مجموعة العمل ) بكيفية ذهابى هذا المعسكر وهو موقف من طرائف المواقف الدعوية التى لا أجد تفسيرا لها .

فعندما جلست مجموعة العمل لتحدد من سيذهب من اخوة أولى للمعسكر ( وهذا أمر تحكمه الشورى بينهم ) وذكروا اسمى ... كان رأى معظم الأخوة الا أذهب لأنى لم أعمل معهم بشكل قوى بعد ...

فقال لهم ( ح زارع ) - مسؤل مجموعة العمل وقتها - : جزاكم الله خيرا ... ووشو جاى المعسكر ان شاء الله

وانى أعلم الآن أن هذا كان خيرا لى بالتأكيد ... ولكنى لو كنت فى هذا المجلس لرفضت ذلك بشدة ... بل انى أتعجب ! كيف حدث هذا بيننا؟؟

أو ربما لم يعترض الأخوة بشدة ولم يرفض أحد هذا القرار رغم ان ( زارع ) أخ طيب جدا .

وأخبرنى ( بركات ) بهذه القصة وأنا فى السنة الثالثة وقد كنت .............. ( خليها وقتها )

***

أبلغنى مسئولى ( هـ . فرج ) بالمعسكر وذهبت على مضض لعدم معرفتى الجيدة بمجموعة العمل واخوة دفعتى وفى العادة أأخذ الكثير من الوقت فى التعرف وذوبان الحواجز .

وهنا بدأ عقلى فى الاتزان وبدأت المشاكل فى نفس الوقت.

كنت سعيدا جدا ونحن نتخفى لأقصى درجة ولا نتكلم فى الهواتف أبدا ... وسرنا فى مناطق زراعية بعيدة تحت ستر اليل حتى مكان المعسكر... وراقنى هذا الجو بشدة رغم شدته لأنى كنت ازداد ثقة فى أن هذا طريق صحيح وهذا هو فعل النبى (ص) فى دار الأرقم والصحابة ... وحتى وصلنا وبدأ المعسكر وأعجبنى محاضراته وجو أخوته رغم صعوبة العيش فى المكان حتى بداية المشكلة .

***

كان تدريب الووشو عندى أولوية قصوى عن أى شئ .. وقد بدأت تدريب قبل دخولى الاخوان أو قبل أن أبدأ العمل مع الاخوان سواء فى الحى أو فى الجامعة ... وقد كانت ظروف بيتى غير مهيأة تماما بما فيها من مشاكل بين الوالدين وكونى الوحيد الذى يرعى أمى بين أخوتى ... وسؤالهم المتكرر لماذا كل هذا الوقت خارج المنزل ؟؟ وهكذا...

فأخبرت الأخوة أننى يجب أن أذهب الى البيت وأعود للمعسكر ووافقوا على مضض بعد محاولات كثيرة لاقناعى بالبقاء... وعندما عدت وعلم ( ن . أ ) غضب بشدة عندما عرف أننى رجعت للتدريب .

وكان الأخوة لا يتوقعون أنى سأعود فى اليوم التالى ولكنى ذهبت بعد الفجر مباشرة وكان يستحيل أن أخلف وعدى ...
وقال لى ( هـ . فرج) - فى أخر السنة - أن هذه نقطة جيدة حسبت لى أثناء تقييمى .

ثم انصرفت فى آخر اليوم مرة أخرى لظروف البيت ... وكان هذا من فضل الله على لأنه بعد انصرافى كان الموقف التربوى الذى كنت ساترك الاخوان لو رأيته وقتها بالتأكيد .

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

حاتم ...والاتحاد الحر



كانت سنة اولى هى أول سنة يتم فيها تنفيذ فكرة الاتحاد الحر...

والاتحاد الحر لمن لا يعلم هو عبارة عن انتخابات لاتحاد الطلاب على كل المستويات فى الجامعة نظمه طلاب الاخوان امام كل الناس وذلك للتصدى لمحاولات التزوير المتكررة من الأمن والادارة .

وكان حاتم وقتها فى السنة الرابعة له فى الجامعة وفى أوج نشاطه وحركته وقوته .... وكان عمله الأساسى فى لجنة العمل العام بالكلية ( طبعا هو كان بيعمل كل حاجة فى الكلية والجامعة ) .... وكان مسئول العمل العام وقتها ( أ . عدلى ) .

وكانت الفكرة جديدة تماما والأخوة فى منتهى الحماس ... وكذلك الأمن .

ويوم الانتخابات كان انتشار القوات الأمنية رهيب وكان المخبرين متواجدين على كل أبواب الجامعة ... وفجأة ..

تذكر الأخوة أن ورق الانتخابات لم يتم تصويره بعد ... فذهب ( عدلى ) الى ( حاتم ) وقال له : روح صور الورق ده وقطعه .

وطبعا حاتم كان معروف جدا لكل المخبرين وظباط أمن الدولة .

انطلق ( حاتم ) على الفور وصور الورق وقطعه بالكمية المطلوبة تماما واستعد للعودة والدخول على الرغم من انتشار المخبرين فى كل مكان .....وفجأة ..

رآه اثنان من المخبرين وانطلقوا وراءه ... فجرى ( حاتم ) بسرعة وهو يحمل الورق يحاول بلوغ الباب ... ولكن للأسف انزلقت قدماه فجأة على اسفلت الطريق وكادت سيارة مسرعة ( تاكسى ) أن تدهسه لولا فضل الله ... ( وهى تقريبا وقفت على كتفه ) .

وانقض عليه المخبران وقد وقع وسالت الدماء من ركتبه وكان هذا فى منتصف اليوم ( الظهر ) ... ثم ذهبوا به الى نقطة أمنية عند الباب الرئيسى للجامعة وقد أخذوا بطاقته واوراقه الشخصية وورق الاتحاد الحر .... ثم اتصلوا بظابط أمن الدولة وأخبروه بما حدث .

قال الظابط : هو اسمه ايه ؟؟

قاله : اسمه حاتم ....... .

صرخ قائلا : اديله بطاقته وخليه يتهبب يمشى . ( طبعا عشان هو عارف حاتم وزهق منه )

وحاول معهم حاتم قبل أن يخرج أن يأ خذ الورق ولكنهم رفضوا.

ثم سار حاتم عائدا تحت أشعة الشمس الحارقة وساقه تنزف ولا يكاد يستطيع المشى من آثار السقوط والجرح والضرب

ورجع وأخبر ( عدلى ) بما حدث فقال له : الحمد لله أن الورق لم يكن مكتوبا عليه طلاب الاخوان والا كنت ستقع فى مشكلة كبيرة

واهم شئ انك رجعت بالسلامة.

وقعد حاتم ليضمد جرحه ويستريح وذهب ( عدلى ) يبحث عن شخص آخر ليقوم بالمهمة ..... فجاء الى مسئولى ( هشام ) واخبره بما سيفعل وانطلق ( هشام ) بالفعل يحاول التنفيذ .

ولكنه بمجرد أن وصل عند الباب رجع الى ( عدلى ) ثانية وقال : الدنيا بره يا ( عدلى ) مليانة مخبرين على الآخر ومفيش خرم ابره .

فماذا فعل ( عدلى ) ؟؟؟

( استخلصوا العبر من هذا الموقف )

عاد (عدلى ) الى ( حاتم ) وقال : حاتم مفيش حد غيرك هيقدر يعمل القصة دى .

(تخيلوا منظر حاتم وهو تعبان ومتعور و. و...)

قال له ( حاتم ) : يا عدلى انا تعبان مش قادر والمشكلة ان كل المخبرين بره عارفنى انا بالذات وخصوصا بعد اللى حصل.

قال له : معلش بقى .... بجد مفيش حد تانى .

وانطلق حاتم مرة آخرى لا يبالى بما فيه ... وخرج وصور الورق وقطعه وفكر فى مشكلة العوده والوصول به الى الباب .

وتخيلوا ما فعل ....

الورق كان عبارة عن مربعات صغيرة حوالى 10 سم ولكنه قطع فى المطبعة فصارت أطرافه حاده للغاية...

ولأن الكمية كبيرة وهو لا يستطيع ان يسير بها دون أن يراه أحد ... فوضع اكياس الورق داخل سترته وأغلقها باحكام ... وتبقى اثنان وضعهم داخل البنطلون .

وسار ( بشكل مضحك جدا طبعا ) حتى بلغ باب تجارة وأخرج من جيبه بطاقة الدخول بسرعة ودخل بفضل الله..

ثم انطلق يجرى الى حيث الاخوة بسرعة وسلم ( عدلى ) الورق وقد وجد جسمه قد تشرح من حدة الورق خصوصا ساقيه.

وهذا والله هو موقف يكاد يكون بسيط من تضحيات ( حاتم ) الذى سأقف مع مواقفه طويلا باذن الله تعالى .



الاثنين، 14 سبتمبر 2009

شكل سنة أولى



وقد كانت سنة اولى سنة غير عادية فى الجامعة سنة غير عادية على الاطلاق فى تاريخ الجامعة ( ولاحظوا معى مستويات ومظاهر القوة على مر الأربع سنوات ).



فكان فى بداية العام مظاهرة قوية على مستوى الجامعة كلها للنزول لأول مرة باسم الاخوان المسلمين ( كان قبله التيار الاسلامى ) وانطلقت الحناجر لتهتف لأول مرة باسم الاخوان المسلمين علنا فى كل أرجاء الجامعة وكان هذا تقريبا أول عمل ضخم منظم قوى آراه مع الاخوان .... وامتلئت نفسى بالنشاط والحيوية والحماسة .


***

ثم كان اليوم التاريخى ، يوم مظاهرة جامعات مصر كلها وكان عدد الاخوان بالجامعة عدد مهول لا يعد ولا يحصى بفضل الله عز وجل ... وأهم ما فى الأمر أن كلهم منظمين ولهم هدف واحد وفهم مشترك .... والذى نفسى بيده ان هذا المشهد لأتمنى أن آراه كل يوم فى المسلمين يبين اتحادهم ويظهر قوتهم ويوضح رؤيتهم ويرهب عدوهم .



ولو أن أى مسلم مخلص نظر الى وضع الاسلام الآن لوجد أن اتحاد المسلمين على الفهم الصحيح والعمل السليم هو أسرع الطرق و الحلول للوصول للخلافة الاسلامية وتحرير فلسطين وباقى آراضى المسلمين ولوجد ذلك فى الاخوان المسلمين حقا .



ولو أن أغلبية الناس فهموا دينهم كما يفهمه الاخوان وعملوا له كما يعمل الاخوان لتغير وضع أمتنا تماما ولعادت الينا عزتنا وكرامتنا .


فكانهذا العام مختلفا كثيرا عن غيره لما تميز به من اعمال عامة ضخمة وانفراجة ديمقراطية بعض الشئ ( هى مش ديمقراطية اوى يعنى بصراحة ) فى انتخابات 2005 وبالتالى كان العمل الطلابى فى أوج نشاطه ( حسبما رأيت ) لدرجة أننى أذكر اننا كنا فى معظم الأيام نخرج فى أكثر من مظاهرة فى أكثر من مكان فى اليوم الواحد .



وكانت فكرة الدعوة الى الله فى عمل جماعى منظم قد تبلورت فى ذهنى الى حد كبير ولم تكن قد استقرت تماما حتى انتهاء الترم الأول ..... ولكن قبل الدخول فى الترم التانى لابد من ذكر اخر حدث هام فيه وهو موقف حاتم فى الاتحاد الحر .




الأحد، 7 يونيو 2009

بداية الووشو


فى بداية الأجازة بدأت تدريب الووشو وكلمة ( ووشو ) كلمة صينية تعنى الكنغ فو باللغة المتعارفة ومعناها الحرفى ( فن استعراض القوة ) وكنت ممن يعشقون الأفلام العنيفة وأفلام المخابرات وتمنيت لو تدربت على هذه الرياضات من صغرى ... حتى علمت انه يوجد مركز شباب قريب من البيت يوجد به مدرب ووشو فذهبت على الفور ...



وكنت متحمسا جدا وأحببت هذه الرياضة جدا – رغم صعوبتها الشديدة – وارتفع المستوى سريعا بسبب المواظبة على التدريب ولكن بعد بعد حوالى 4 شهور تقريبا من بداية التدريب أصبت فى مفصل الحوض ( المفصل طرقع فى التمرين ).... وأكملت تدريب بعدها سنة كاملة بالاصابة .



والذى أطلق على لقب ووشو كان أخ فى سنة رابعة ( م. غازى ) ( كل الفصل الأول وأنا فى سنة أولى يعنى هو كان فى رابعة وانا فى اولى ) فكان يضرب على بطنى كلما أتيت الكلية ويقول لى مازحا : ايه العضلات دى ياض؟؟ انت قولتلى أنت بتلعب ايه ؟؟

فأقول له : ووشو

فكان يضحك وينادينى بهذا الاسم .... ومن ثم بدأ الاخوة ينادوننى بهذا الاسم ونظرا لأنى أعشق هذه الرياضة فكان هذا أحب الأسماء الى وما زال .


***


وكان من فضل الله على أننى بعد مرحلة الدعوة الفردية كنت فى أقوى الحالات الايمانية ( وهذه مشكلة اخرى ... لأن هذه الطاقة لم توظف فى تلك المرحلة اطلاقا ) .

فعندما اخبرنى (ن- ا) أنه من الاخوان وأن من عرفنى عليهم كذلك وبدأت قصة توصيلى بالجامعة كنت ممتلئ بالحماسة والنشاط ، وهذا شئ طبيعى بالنسبة لأى شخص كان بعيدا عن طريق الله ثم من الله عليه بنعمة الهداية والفهم الصحيح لدين الله .... والمشكلة أننى كنت أتعرف على الاخوان فى الكلية وكلى حماس لأى عمل وكلى حماس للانطلاق فى طريق الدعوة وكنت على علم بعواقب الأمور وعواقب دخول الاخوان ومستعد لها تماما بفضل لله .



ولكن كان من طبيعة عمل الاخوة فى الكلية ومجموعة العمل التى استقبلتنى أنهم لا يوظفون الأخوة ودوائرهم فى أول العام .. بل بعد نصف العام كله يبدأ التوظيف الدعوى ، فكنت أذهب الى الجامعة لأجلس معهم وأرى عملهم فقط .. ولكنى ألتمس لهم العذر فى ذلك فقد تم ايصالى فى الجامعة كمحب ولم يلمس أحدهم مقدار الطاقة الدفينة بداخلى والتى كانت تحتاج لتوجيه وارشاد .


فكنت طوال الترم الأول كله أذهب الى الجامعة عندما يتصل بى مسئولى ( هشام ) .. فكنت أعلم أنه عندنا أما مظاهرة حاشدة أو رحلة أو خروجة للدفعة .


***

الاثنين، 25 مايو 2009

قصة الالتزام




لقد نشأت فى بداية حياتى فى اسرة طيبة متوسطة الحال بها مشاكل ليل نهارلدرجة انى أحمد الله على انه لم يخرج من هذه الأسرة مرضى نفسيين .

وكانت هذه المشاكل تؤثر على أنا واخواى الاثنان بشكل كبير جدا ولكن المشكلة كانت فى بعد البيت عن التربية الاسلامية الصحيحة .

فقد كان بيتنا من النوع العادى فى هذا الوقت ... صحيح أن أبى كان ومازال يصلى دائما وأمى كذلك وكانت أكثر التزاما وتحب الاستماع للقرآن ولكن للأسف لم يكن الدين شيئا اساسيا فى حياتنا .... فان ابى لم يقل لى صلى ولو مرة واحدة وامى كانت تنصح بطريقة عامة .... ويكون العقاب عند عدم المذاكرة وليس لترك الصلاة مثلا.

وكنت شبلا مع الاخوان انا واخوتى وكان عمرى وقتها 4 أو 5 سنوات على الأكثر ( وطبعا لم أكن أعلم انهم اخوان ) ولكن للأسف تزوج الأخوة وانفضت اللجنة .

وبدأت سنوات الابتعاد عن الدين والانحراف منذ بداية المدرسة الاعدادية حتى ثالثة اعدادى ولكنى وقتها أيضا لم أكن منحرفا بشكل كبير ... فمثلا لم يحدث أن صادقت البنات أو شربت السجائر ولكن كنت مثل معظم الشباب فى هذا الوقت ...

1 – فساد أخلاقى .

2 – وقت فراغ .

3 – ضياع الهدف ..... الخ .

وبدأت أتعقل فى بداية المرحلة الثانوية ثم بدأت الالتزام فى السنة الثانية وكان السبب الرئيسى هو استاذ فى المدرسة أحبه حتى الآن حبا شديدا وكان اخ ( سلفى ) ولكنه كان متفتح العقل منفتح على المجتمع فكنت استغرب كيف يكون شيخا ومطلق لحيته ويضحك معنا كل هذا الوقت فبدأت اتأثر وأنصح اصحابى بالصلاة فى المسجد وقراءة القرآن وهكذا حتى كانت اللجنة .

***

قال لى أحد أصحابى أن أذهب معه لنلعب معا كرة القدم مع ( الناس بتوع المسجد ) ( وأنا كنت متشرد كورة طبعا ) ... المهم ذهبت وتعرفت يومها على ( ن - ا ) وكان اخا تخرج من تجارة منذ سنتين وقتها وكان فى لجنة الثانوى وطلب منى أن أحضر المقرأة .... ثم بعدها تعرف على

( واشتغل معايا دعوة فردية ) وانقذنى من ( شلة السوء ) .

فى البداية لم أكن أعرف انه من الاخوان ، ولكنى عرفت بعد ذلك بقليل... وأنا أرى أن هذا الرجل متميز بشكل رهيب فى عمل الدعوة الفردية ولكن المشكلة أننا أحيانا نطبق ما يقوله الكتاب بالحرف ( يعنى اسبوع تعارف ... يبقى لازم اسبوع .. ولو خلص قبل اسبوع يفضل الأخ مكمل ) .

اننى لا أستطيع بأى حال من الأحوال أن أعدل على ( ن – ا ) فى الدعوة الفردية ولكنى أرى أن من يعمل فى هذا الأمر لابد وأن يراعى أن هناك فروق فردية بين البشر ( والناس مش زى بعضها ) فمن الممكن أن يكون الفرد أخا فى خلال شهرا أو اسبوع أو سنة أو أكثر ... حسب طبيعة واستيعاب كل فرد .

وعلى الأخ أن يحب من يعمل معه ليقربه للدين والدعوة ولكن عليه أولا أن يربطه بالله ويذكره بهذا دائما ولا يزيد من هذا الحب الا أن يكون صادقا فيه وسيظل يحبه بعد أن يكون من الاخوان حتى لا تحدث عنده فجوة عاطفية كبيرة لو أنه غير قوى ايمانيا وفكريا .

وهذا حدث معى بعد أن سلمنى ( ن- ا ) فى الجامعة ... وأنا شخص عاطفى جدا وهو كذلك ...وكاد ذلك أن يحدث جفوة كبيرة لولا فضل الله ثم رعاية اخوانى فى الجامعة . وأدى الى اننى أصبحت لا أحب أى أخ بقدر لا محدود

كما احببته ولأننى أعلم أنى لو فعلت ذلك لصدمت مرة أخرى .

ان محركى الأساسى فى كل شئ أقوم به هو عاطفة بداخلى .. والمتحكم الأساسى فى كل شئ أقوم به هو عقلى وقد يقول الاخوة اذا سئلوا عن ووشو : هو بدون قلب أساسا .... وقليلون من يعرفون انى ذات عاطفة ذاتية داخلية لا تخرج الا حينما اريد ( وهذا فضل من الله لا أكثر ) وسأذكر ذلك بالتفصيل فى قصة الحب الوحيدة فى حياتى كلها فى السنة الثالثة باذن الله .

وكنت أسمع الناس كلها تسب فى الاخوان ويقولون أنهم ارهابيون فكان هذا يقلقنى كثيرا ولكنى كنت أحكم بعينى وما آراه منهم حتى انتهى الأمر وهدانى الله الى التفكير السليم وكانت رأسى متحجرة جدا تأثرا بالفكر السلفى ولكن ضبط الميزان سماعى للدعاة بشكل عام وقتها ( عمرو خالد .. عمر عبد الكافى .. محمد حسان ) حتى انتهت السنة الأخيرة من الثانوية العامة ( الحمد لله ) .

***

السبت، 23 مايو 2009

الفصل الأول



تجارة 2005 - 2006

قد يستعجب القارئ وهو يقرأ المقدمة ويقول لنفسه ماذا سيكتب هذا الطالب ؟؟ ... وما الذى يستدعى كل هذا لمجرد كتابة احداث 4 سنوات فى الجامعة ، ولكنى أقول له : لقد سطر طلاب الاخوان المسلمين أروع البطولات الاسلامية فى هذا الوقت والمكان ... نعم.. اقولها وأكررها : البطولات ... وأعنى بالبطولة هنا كل ما هو بذل وتضحية فى سبيل الله .

قد يراها البعض من صغائر الأمور وانها لا تحدث شيئا فى المجتمع ولكن الواقع الذى يجيب عليهم ... فأنا أذكر أن مدرج حاتم ( وهو أحب الناس الى قلبى على الاطلاق ) كان ممتلئ بالفتيات غير المحجبات وهو فى سنة أولى .... وفى عام تخرجه بعد اربع اعوام كان المدرج كله يكاد يكون كله محجبات ( كنت انا فى اولى وهو فى رابعة ) وأنا أعلم مدى اجتهاد هذا الرجل فى الجامعة ... فلو ذكرنا هذا من التغير الذى أحدثه طلاب الاخوان فى المجتمع لوجدنا دور الطلاب يؤثر بشكل رهيب على التغييرات التى تطرأ على المجتمع ككل لأن الشباب هم الشريحة الأكبر فى المجتمع ولأن الشباب المتعلم ( داخل اسوار الجامعة ) له أكبر دور فى التأثير على باقى عناصر المجتمع اثناء دراسته وبعد تخرجه .

وفى نفس الوقت هناك اخوة تركت مدرجاتها والعمل فى الجامعة نهائيا فهو لم يفز بهذا الأجر الكبير ولم يحدث التغيير المطلوب منه فى اقامة هذا الدين وللأسف لن تتكر له الفرصة ... ثم ان العمل الجماعى المنظم للطلاب لهو معجزة فى حد ذاته ... أن تجد الشباب – بنفس الاعمار – ينضبطون ويتحكمون فى مشاعرهم ليطلقوا كل قوتهم فى العمل المنظم لدين الله عز وجل ( وهو اصعب واشق على النفس بكثير من العمل الفردى او الغير منظم وخصوصا فى مرحلة الشباب والفتوة )

ولكن قبل أن أبدأ بالأحداث أقول : ان هذه الأحداث من وجهه نظرى ومن تحليلى الشخصى لها فقد يكون التحليل صائب او غير ذلك . مع انى اخذت الجانب الشخصى فى السرد لتوضيح التأثير على الشخصية قبل دخول الجامعة وبعدها .