الثلاثاء، 2 فبراير 2010

دفعة رابعة 2006


كانت الأعمال السائدة منذ الإنتخابات وحتى توقف العمل الدعوى فى الإسبوع العاشر هى أعمال تسليم الدفعة وتوارث الخبرات والمهام وكان من ضمنها رحلة عامة ومجلس الدفعة هو المسئول عن تنظيمها بالكامل واستمرت الأعمال حتى جاء لقاء التسليم ، وكنت أحضر فى أول اللقاء الإسبوعى وأنصرف بعد ساعة أو ساعتين لأنه كان فى يوم تدريب الووشو الذى كنت مواظبا عليه تماما وقد حاول الأخوة إقناعى بالبقاء ولكنى أصررت ولازلت آرى أن هذا هو التصرف الصحيح بل والذى يجب أن تدعمه الجماعه والتنظيم المرن - الذى نفترض أن يكون مرنا - ولهذا حديث آخر تماماً .. ولقاء التسليم هذا تغلب عليه عواطف الفراق بين مجموعة العمل والدفعة والنصائح المتبادلة من الطرفين وكلمات تحميل الأمانة والوداع وقد حضرت بدايته فقط وانطلقت إلى التدريب .

***

كنت قد شاهدت الكثير من الحفلات الصغيرة فى المدرجات لتكريم المتفوقين وشاركت فيها وأقمت حفلة فى مدرجى بالفعل مع إخوانى بمجموعة (د) وقد كانت حفلة ناجحة بفضل لله وفيها بدأت ثانى مهاراتى الدعوية فى الظهور ولكنى لا أستطيع ذكرها الآن ، وأقصد بمهاراتى الدعوية الأشياء التى أجدتها وتخصصت فيها ويطلبها الأخوة منى بإستمرار ، وهم تحديداً أربع مهارات بشكل عام ، فعندما أُقيم تجربتى الجامعية أجد هؤلاء الأربع جوانب هم خلاصة ما حققت فى الجامعة خلال 4 أعوام متتالية ... أما الأولى فهى المهارة الرياضية وقد بدأ الأخوة فى إستخدامها من بداية الترم الثانى من سنة أولى ... وأما الثانية فكل الاخوة يعرفونها وربما أذكرها فيما بعد .
***

وعلى مستوى الكلية كان الإعداد يجرى على قدم وساق لأهم عمل جماهيرى فى السنة كلها وهو حفل وداع الفرقة الرابعة لعام 2006 وهو حفل يقام فى نهاية العام به مسرحية كبيرة وفقرات إنشادية وفنية ومسابقات وجوائز ، والشائع فى تقييمات الاخوة أن قوة الدفعة تقاس على قوة ونجاح هذه الحفلة الختامية أى أن الدفعة إذا كانت قوية أقامت حفلا قوياً ... وعندما جاء يوم الحفلة رأيت تجهيزات ضخمة وكبيرة وعمال الفراشة ينصبون سقفاً من القماش و( حاتم ) يدور هنا وهناك واخوة تتابع فقراتها وكان ( م . غازى ) مسئول الدفعة يتابع كل الأعمال حتى بدأت الحفلة وقد حضرها مئات الطلاب بل آلاف وبدأت المسرحية ..
ولنا هنا وقفة ..
لقد كنت حتى هذه اللحظة أتوقع أن يكون مستقبلى فى الكلية مثل حاتم ( مشاوير فى كل مكان وتخليص شغل العمل العام ) وقد كان أكثر ما يغلب على تفكيرى هى رياضة الووشو وعشقاً للعلوم العسكرية وأفضل الحسم وأُحب الأعمال التى تنطوى على خطورة عالية ، بل لقد كنت رافضاً لمبدأ التمثيل تماماً - على المستوى الشخصى - وكنت أصعق عندما أتخيل نفسى فى أى مواجهه مع الجماهير أيا كان نوعهم ... وعندما شاهدت المسرحية وكانت تتحدث عن اليهود وإسقاط الخلافة الإسلامية وكانت فى قمة المرح والكوميديا وبدأت الاحظ تأثيرها على الناس ولم يكن قد جال بخاطرى مطلقاً أننا يمكن أن نقدم فناً ممتعا جميلاً وبرسالة دعوية حميدة وبدأت أتخيل كم الدعوة الذى يمكن أن يصل إلى الناس بالإعلام الفنى وكم الثواب الذى يحصل عليه من يقدمه ويجاهد به الرسائل الفنية الأخرى الحقيرة التى تنهش الأخلاق وتقتلع فطرة البشر التى فطرت عليها ... ووجدت أن عدد الاخوة الذين يشغلون هذا المجال قليل رغم أهميته الشديدة ولكننى كنت مقتنعاً بمبدأ هام للغاية وهو ..
سد الثغرة المطلوبة ..
إن حائط الإسلام ملئ بالثغرات والفجوات ولعل أكبرهم الفجوة الإيمانية والفجوة العلمية .. وقد تكون المشكلة فى توزيع الأفراد على الثغرات فهناك ثغرات عليها الكثير جداً من المسلمين واخرى فارغة تماماً مع علم المسلمين الكامل بإحتياجهم لمن يسد تلك الثغرات ... وهذا يحتاج إلى تضحيات كثيرة وكبيرة .. وتحركات فردية ايجابية ... لقد كنت أبحث عن الثغرات التى لا يخوضها أحد حتى يكتمل البناء وأكون على الثغر جاهزاً مستعدا إذا نادى المنادى للعمل . فالمسلمين يتحركون فى أوقات الحروب بحماسة وهمة وإذا خمدت الحرب اجتهد اليهود فى الإعداد ولذلك يتفوقون وقت الحرب .. ولو فكر كل منا بهذه الطريقة لسدت كل الثغرات بل ولزاد إرتفاع حائط الإسلام . ( إبحث دوماً عن الثغرة المتروكة وكن لها )
وهذا لا يتعارض مع تخصص المرء فيما يحب فإن الله لم يحدد عدد معين للمهارات المكتسبة .. إذن فليتخصص المسلم فيما يحب ويكتسب ويستخدم ماشاء من مهارات إضافية ..ونتيجة لهذا ... بعد إنتهاء المسرحية اتخذت قراراً بإكتساب المهارة الثالثة واقتحام الجانب الفنى ..
وانتهى الحفل بأناشيد الفراق والوداع للفرقة الرابعة وتبادل الاخوة الأحضان والنصائح وقد كنت من ضمن الاخوة القلائل الذين لم يبكوا فى هذا اليوم لأننى لم أذق فراق اخوة كهؤلاء من قبل كما ظننت أنى سآراهم كثيراً فيما بعد .
***
كان ( حاتم ) قد أحضر مُسجل ( وكمان ) ليطلب من كل اخوة الكلية تسجيل كلمة وداع أخيرة له وكنت جالساً بجوار ( م . غازى ) وهو يسجل كلمته وفوجئت بهذا الموقف بينهم ..
-كان (حاتم) قد أخطأ فى أثناء الإعداد للحفلة فى أمر ما لا أذكره مما جعل (م . غازى ) يغضب ويخاطبه بلهجة شديدة .. وبعد الحفلة سمعت ( م . غازى ) يقول لـ (حاتم ) أثناء التسجيل : ( ما تزعلش منى يا حاتم .. انت حبيبى .. وأنت عارف إن إذا كان الأخ قشة بطبطب عليه وإذا كان حديدة بدوس عليه ... وأنت حديدة جامدة أوى يا حاتم ) ( وأحلى حاجة إن محدش زعل من التانى أصلا وإن كلمة ( م . غازى ) دى اتعلمت منها كتير اوى ) .
وأما عن باقى اليوم فهى مشاعر حب واخوة لا يمكن أن تصفها الكلمات مهما كانت وقد كان يوم تخرج أقوى دفعة رأيتها طوال عمرى بالكلية .. اللهم أدخلنا الفردوس معاً .

***

شعرت ببعض الاخوة يظنون أن(حاتم) يقوم بهذه الأعمال لأنها ظاهرة ومرئية وإن كان الأولى لهذا أعمال التمثيل وتقديم الحفلات ولهذا شاء الله أن أرى هذا الموقف..
بعد نجاح المسرحية نجاحاً مبهراً طلبت كلية حقوق منا أن نعيدها فى حفلتهم والتى كانت بعدها بأيام قلائل وفرح الاخوة لأنهم سيشاهدونها مرة اخرى .. وكل الاخوة لا تحب أن يفوتها أى جزء ولو بسيط من الحفلات الضخمة وكانوا يتسابقون فى الجلوس فى المقدمة لمشاهدة المسرحية وذهبت إلى مكان الحفل مصطحباً أحد الشباب فى مرحلة ( الدعوة الفردية ) فلم أجد ( حاتم ) وأخبرنى الاخوة أنه فى مسجد القبة .. فتعجبت .. وانطلقت إليه - فليس ( حاتم ) من يفوته عمل عام أبداً - فوجدته نائما بالمسجد فسألته : ( ايه اللى مقعدك هنا والحفلة شغالة ؟؟ ) فأخبرنى أن (م . غازى ) قد أمره بالبقاء فى المسجد طوال مدة الحفل حتى لا ينزع أحد المخبرين أو اُمناء الشرطة سلك التوصيل الأساسى لكهرباء الحفل .. والذى كان بالمسجد .
وطلب منى أن أبقى معه فقلت له سأبقى مع صاحبى ( الدعوة الفردية ) فترة وأعود إليك .. وقد كان .. ولكن أهم ما فى الأمر أنه لم يكن ساخطاً بل كان يجلس مستريحاً مسترخياً وكأنه فى وسط الحفل .
***
وكان أخر أعمال هذا العام هو إفطار ( اخوة الحرم ) السنوى وبعدها تم ختام الأعمال العامة استعداداً للإمتحانات .


هناك 4 تعليقات:

  1. السلام عليكم ورحمه الله
    كانت حفله رائعه وكانت في منتهي الجمال وكانت من اخر احسن الحفلات اللي اتعملت في كليه تجاره
    الحفله عندي وتقريبا اتفرجت عليها 20 مره ومزهقتش منها خاالص
    جزاك الله خير

    ردحذف
  2. مش لازم تعرف انا مين
    المهم اني متابع جيد لمدونتك

    ردحذف
  3. مع كرهى الشديد لكليه تجاره

    ولكن كانت حفله حلوه

    وجزاك الله خيرا

    تحياتى

    ردحذف